Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 23, Ayat: 5-10)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَـٰفِظُونَ } ، الفرج : اسم يجمع سوأة الرجل والمرأة ، وحفظ الفرج : التعفف عن الحرام . { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَٰجِهِمْ } ، أي : من أزواجهم ، و " على " بمعنى " مِنْ " . { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـٰنُهُمْ } ، ( ما ) في محل الخفض ، يعني أو مما ملكت أيمانهم ، والآية في الرجال خاصة بدليل قوله : " أو ما ملكت أيمانهم " والمرأة لا يجوز أن تستمتعَ بفرج مملوكها . { فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } ، يعني يحفظُ فرجه إلا من امرأته أو أمته فإنه لا يلام على ذلك ، وإنما لا يلام فيهما إذا كان على وجه أذن فيه الشرع دون الإِتيان في غير المأتي ، وفي حال الحيض والنفاس ، فإنه محظور هو على فعله ملوم . { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ } ، أي : التمس وطلب سوى الأزواج والولائد المملوكة ، { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } ، الظالمون المتجاوزون من الحلال إلى الحرام ، وفيه دليل على أن الاستمناء باليد حرام ، وهو قول أكثر العلماء . قال ابن جريج : سألت عطاء عنه فقال : مكروه ، سمعت أنّ قوماً يحشرون وأيديهم حُبالى فأظن أنهم هؤلاء . وعن سعيد بن جبير قال : عذب الله أُمّةً كانوا يعبثون بمذاكيرهم . { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَِمَـٰنَـٰتِهِمْ } ، قرأ ابن كثير « لأمانتهم » على التوحيد هاهنا وفي سورة المعارج ، لقوله تعالى : { وَعَهْدِهِمْ } والباقون بالجمع ، كقوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ ٱلأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىۤ أَهْلِهَا } [ النساء : 58 ] ، { وَعَهْدِهِمْ رَٰعُونَ } ، حافظون ، أي : يحفظون ما ائتمنوا عليه ، والعقود التي عاقدوا الناس عليها ، يقومون بالوفاء بها ، والأمانات تختلف فتكون بين الله تعالى وبين العباد كالصلاة والصيام والعبادات التي أوجبها الله عليه ، وتكون بين العبيد كالودائع والصنائع فعلى العبد الوفاء بجميعها . { وَٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمْ } ، قرأ حمزة والكسائي : " صلاتهم " على التوحيد ، والآخرون صلواتهم على الجمع . { يُحَـٰفِظُونَ } ، أي : يداومون على حفظها ويراعون أوقاتها ، كرر ذكرَ الصلاةِ ليبينَ أنَّ المحافظةَ عليها واجبةٌ كما أن الخشوع فيها واجبٌ . { أَوْلَٰئِكَ } ، أهل هذه الصفة ، { هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ } ، يرثون منازلَ أهلِ النار من الجنة . ورُوي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما منكم من أحدٍ إلا وله منزلان منزلٌ في الجنة ومنزلٌ في النار ، فإن مات ودخل النار ورثَ أهلُ الجنةِ منزلَه " وذلك قوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَٰرِثُونَ } . وقال مجاهد : لكل واحد منزل في الجنة ومنزل في النار ، فأما المؤمن فيبني منزله الذي له في الجنة ويهدّم منزله الذي له في النار ، وأما الكافر فيهدم منزله الذي في الجنة ويبني منزله الذي في النار . وقال بعضهم : معنى الوارثة هو أنه يؤول أمرهُم إلى الجنة وينالونها ، كما يؤول أمرُ الميراثِ إلى الوارث .