Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 24, Ayat: 28-30)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { فَإِن لَّمْ تَجِدُواْ فِيهَآ أَحَداً فَلاَ تَدْخُلُوهَا } , أي : إن لم تجدوا في البيوت أحداً يأذن لكم في دخولها فلا تدخلوها ، { حَتَّىٰ يُؤْذَنَ لَكُمُ وَإِن قِيلَ لَكُمْ ٱرْجِعُواْ فَٱرْجِعُواْ } ، يعني إن كان في البيت قوم فقالوا : ارجع فليرجع ولا يقف على الباب ملازماً ، { هُوَ أَزْكَىٰ لَكُمْ } ، يعني : الرجوع أطهر وأصلح لكم ، قال قتادة : إذا لم يؤذن له فلا يقعد على الباب فإن للناس حاجات ، وإذا حضر ولم يستأذن وقعد على الباب منتظراً جاز . وكان ابن عباس يأتي باب الأنصار يطلب الحديث فيقعد على الباب حتى يخرج ، ولا يستأذن ، فيخرج الرجل ويقول : يا ابن عم رسول الله لو أخبرتني ، فيقول : هكذا أُمرنا أن نطلب العلم . وإذا وقف فلا ينظر من شق الباب إذا كان الباب مردودا . أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي ، أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار ، أخبرنا أحمد بن منصور ، أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن الزهري ، عن سهل بن سعد الساعدي " أن رجلاً اطلع على النبي صلى الله عليه وسلم من ستر الحجرة في يد النبي صلى الله عليه وسلم مَدْرى ، فقال : لو علمت أن هذا ينظرني حتى آتيه لطعنت بالمَدْرى في عينيه ، وهلْ جُعل الاستئذان إلاّ من أجل البصر " . أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الخطيب ، أخبرنا عبد العزيز بن أحمد الخلال ، أخبرنا أبو العباس الأصم ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " لو أن امرأً اطَّلَعَ عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح " . قوله تعالى : { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ } ، من الدخول بالإِذن وغير الإِذن . ولما نزلت آية الاستئذان قالوا : كيف بالبيوت التي بين مكة والمدينة والشام على ظهر الطريق ، ليس فيها ساكن ؟ فأنزل الله عزّ وجلّ : { لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُواْ بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ } أي : بغير استئذن ، { فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ } ، يعني منفعة لكم . واختلفوا في هذه البيوت ، فقال قتادة : هي الحانات والبيوت والمنازل المبنية للسابلة ليأووا إليها ويؤووا أمتعتهم إليها ، جاز دخولها بغير استئذان ، والمنفعة فيها بالنزول وإيواء المتاع والاتقاء من الحر والبرد . وقال ابن زيد : هي بيوت التجار وحوانيتهم التي بالأسواق يدخلونها للبيع والشراء وهو المنفعة . وقال إبراهيم النخعي : ليس على حوانيت السوق إذن . وكان ابن سيرين إذا جاء إلى حانوت السوق يقول : السلام عليكم أأدخل ؟ ثم يلج . وقال عطاء : هي البيوت الخربة ، والمتاع هو قضاء الحاجة فيها من البول والغائط . وقيل : هي جميع البيوت التي لا ساكن لها لأن الاستئذان إنما جاء لئلا يطلع على عورة فإن لم يخف ذلك فله الدخول بغير استئذان ، { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ } . قوله عزّ وجلّ : { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ } أي : عن النظر إلى مالا يحل النظر إليه . وقيل : « مِنْ » صلة أي : يغضوا أبصارهم . وقيل : هو ثابت لأن المؤمنين غير مأمورين بغض البصر أصلاً ، لأنه لا يجب الغض عما يحل النظر إليه ، وإنما أمروا بأن يغضوا عمّا لا يحل النظر إليه ، { وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ } ، عمّا لا يحل ، قال أبو العالية : كل ما في القرآن من حفظ الفرج فهو عن الزنا والحرام ، إلا في هذا الموضع فإنه أراد به الاستتار حتى لا يقع بصر الغير عليه ، { ذٰلِكَ } أي : غض البصر وحفظ الفرج ، { أَزْكَىٰ لَهُمْ } ، أي : خير لهم وأطهر ، { إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ، يعني عليم بما يفعلون ، روي عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : " يا علي لا تُتبعِ النظرةَ النظرة فإنّ لك الأولى وليست لك الآخرة " . وروي عن جرير بن عبد الله قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال : " اصرف بصرك " . أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد ، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا زيد بن الحباب ، عن الضحاك بن عثمان قال : أخبرني زيد بن أسلم ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ينظرُ الرجلُ إلى عورةِ الرجلِ ، ولا المرأةُ إلى عورةِ المرأةِ ، ولا يُفْضِي الرجلُ إلى الرجلِ في ثوبٍ واحد ، ولا تفضي المرأةُ إلى المرأةِ في ثوبٍ واحد " .