Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 16-19)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَـٰلِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُولاً } ، مطلوباً ، وذلك أن المؤمنين سألوا ربهم في الدنيا حين قالوا : { ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك } [ آل عمران : 194 ] ، يقول : كان أعطى الله المؤمنين جنة خلد وعداً ، وعدهم على طاعتهم إيّاه في الدنيا ومسألتهم إياه ذلك . قال محمد بن كعب القرظي : الطلب من الملائكة للمؤمنين وذلك قولهم : { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ٱلَّتِى وَعَدْتَّهُمْ } [ غافر : 8 ] . { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ } ، قرأ ابن كثير ، وأبو جعفر ، ويعقوب ، وحفص : « يحشرهم » بالياء ، وقرأ الباقون بالنون ، { وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، قال مجاهد : من الملائكة والجن والإِنس وعيسى وعزير . وقال عكرمة والضحاك والكلبي : يعني الأصنام ، ثم يخاطبهم ، { فَيَقُولُ } ، قرأ ابن عامر بالنون والآخرون بالياء ، { أَءَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِى هَـٰؤُلاَءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا ٱلسَّبِيلَ } ، أخطأوا الطريق . { قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ } ، نزَّهوا الله من أن يكون معه آله ، { مَا كَانَ يَنبَغِى لَنَآ أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَآءَ } ، يعني : ما كان ينبغي لنا أن نوالي أعداءك , بل أنت ولينا من دونهم . وقيل : ما كان لنا أن نأمرهم بعبادتنا ونحن نعبدك . وقرأ أبو جعفر « أن نُتَّخَذ » بضم النون وفتح الخاء فتكون « من » الثاني صلة . { وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَءَابَآءَهُمْ } ، في الدنيا بطول العمر والصحة والنعمة ، { حَتَّىٰ نَسُواْ ٱلذِّكْرَ } ، تركوا الموعظة والإِيمان بالقرآن . وقيل : تركوا ذكرك وغفلوا عنه ، { وَكَانُواْ قَوْماً بُوراً } ، يعني هلكى غلب عليهم الشقاء والخذلان ، رجل يقال له بائر ، وقوم بور ، وأصله من البوار وهو الكساد والفساد ، ومنه بوار السلعة وهو كسادها . وقيل هو اسم مصدر كالزور ، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث . { فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ } ، هذا خطاب مع المشركين ، أي : كذبكم المعبودون ، { بِمَا تَقُولُونَ } ، إنهم آلهة ، { فَمَا تَسْتَطِيعُونَ } ، قرأ حفص بالتاء يعني العابدين ، وقرأ الآخرون بالياء يعني : الآلهة . { صَرْفاً } يعني : صرف العذاب عن أنفسهم ، { وَلاَ نَصْراً } ، يعني : ولا نصر أنفسهم . وقيل : ولا نصركم أيها العابدون من عذاب الله بدفع العذاب عنكم . وقيل : " الصرف " الحيلة ، ومنه قول العرب : إنه ليصرف ، أي يحتال ، { وَمَن يَظْلِم } ، يشرك ، { مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً } .