Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 25-27)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَـٰمِ } ، أي : عن الغمام ، الباء وعن يتعاقبان ، كما يقال : رميت عن القوس وبالقوس ، وتشقق بمعنى تتشقق ، أدغموا إحدى التاءين ، وقرأ أبو عمرو وأهل الكوفة بتخفيف الشين هاهنا ، وفي سورة « ق » بحذف إحدى التاءين ، وقرأ الآخرون بالتشديد ، أي تتشقق بالغمام ، وهو غمام أبيض رقيق مثل الضبابة ، ولم يكن إلا لبني إسرائيل في تيههم . { وَنُزِّلَ ٱلْمَلَـٰۤئِكَةُ تَنزِيلاً } ، قرأ ابن كثير ، « ونُنْزِلُ » بنونين خفيف ورفع اللام ، « الملائكةَ » نصب . قال ابن عباس : تتشقق السماء الدنيا فينزل أهلها ، وهم أكثر ممن في الأرض من الجن والإِنس ، ثم تتشقق السماء الثانية فينزل أهلها ، وهم أكثر ممن في السماء الدنيا ، ومن الجن والإِنس ، ثم كذلك حتى تتشقق السماء السابعة وأهل كل سماء يزيدون على أهل السماء التي قبلها ، ثم ينزل الكروبيون ثم حملة العرش . { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } ، أي الملك الذي هو الملك الحق حقاً ملك الرحمن يوم القيامة . قال ابن عباس : يريد أن يوم القيامة لا ملك يقضي غيره . { وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ عَسِيراً } ، شديداً فهذا الخطاب يدل على أنه لا يكون على المؤمنين عسيراً . وجاء في الحديث : " أنه يهون يوم القيامة على المؤمنين حتى يكون عليهم أخف من صلاة مكتوبة صلوها في الدنيا " . { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ } أراد بالظالمِ عقبةَ بن أبي معيط , " وذلك أن عقبة كان لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أشراف قومه ، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم فقدم ذات يوم من سفر فصنع طعاماً فدعا الناس ودعا رسول الله صلىالله عليه وسلم ، فلما قرب الطعام قال رسول الله : « ما أنا بآكل طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله » فقال عقبة : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه ، وكان عقبة صديقاً لأُبَيِّ ابن خلف ، فلما أخبر أبيّ بن خلف قال له : يا عقبة صبأتَ ؟ قال : لا والله ما صبأت ، ولكن دخل عليّ رجل فأبى أن يأكل طعامي إلا أن أشهد له ، فاستحييتُ أن يخرج من بيتي ولم يطعم ، فشهدت له فطعم ، فقال : ما أنا بالذي أرضى عنك أبداً إلا أن تأتيته فتبزق في وجهه ، ففعل ذلك عقبة فقال عليه السلام : « لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوتُ رأسك بالسيف » فقتل عقبة يوم بدر صبراً . وأما أبيّ بن خلف قتله النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد بيده " . وقال الضحاك : لما بزق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد بزاقه في وجهه فاحترق خداه ، وكان أثر ذلك فيه حتى الموت . وقال الشعبي : كان عقبة بن أبيّ معيط خليل أمية بن خلف فأسلم عقبة ، فقال أُمية : وجهي من وجهك حرام أَنْ بايعت محمداً ، فكفر وارتدَّ ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّـٰلِمُ } يعني : عقبة بن أبي معيط بن عبد شمس بن مناف " على يديه " ندماً وأسفاً على ما فرط في جنب الله ، وأوبق نفسه بالمعصية والكفر بالله بطاعة خليله الذي صده عن سبيل ربه . قال عطاء : يأكل يديه حتى يبلغ مرفقيه ، ثم تنبتان ، ثم يأكلهما هكذا ، كلما نبتت يداه أكلهما تحسراً على ما فعل . { يَقُولُ يٰلَيْتَنِى ٱتَّخَذْتُ } ، في الدنيا ، { مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } ، ليتني اتبعت محمداً صلى الله عليه وسلم واتخذت معه سبيلاً إلى الهدى ، قرأ أبو عمرو « يا ليتني اتخذت » بفتح الياء ، والآخرون بإسكانها .