Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 30-34)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلرَّسُولُ } ، يعني : ويقول الرسول في ذلك اليوم : { يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِى ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْءاَنَ مَهْجُوراً } ، يعني متروكاً فأعرضوا عنه ، ولم يؤمنوا به ولم يعملوا بما فيه . وقيل : جعلوه بمنزلة الهجر وهو الهذيان ، والقوي السيء ، فزعموا أنه شعر وسحر ، وهو قول النخعي ومجاهد . وقيل : قال الرسول يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم يشكوا قومه إلى الله يا رب : إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً فعزّاه الله تعالى فقال : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا } ، يعني : كما جعلنا لك أعداء من مشركي قومك كذلك جعلنا ، { لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، يعني المشركين . قال مقاتل : يقول لا يَكْبُرَنَّ عليك فإن الأنبياء قبلك قد لَقِيَتْ هذا من قومهم ، فاصبرْ لأمري كما صبروا ، فإني ناصرك وهاديك ، { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً } كما أنزلت التوراة على موسى والإِنجيل على عيسى والزبور على داود . قال الله تعالى : { كَذَلِكَ } ، فَعَلْتُ ، { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } ، أي : أنزلناه متفرقاً ليقوى به قلبك فتعيه وتحفظه ، فإن الكتب أنزلت على أنبياء يكتبون ويقرؤون ، وأنزل الله القرآن على نبي أُمي لا يكتب ولا يقرأ ، ولأن من القرآن الناسخ والمنسوخ ، ومنه ما هو جواب لمن سأل عن أمور ، ففرقناه ليكون أوعى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأيسر على العامل به . { وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } ، قال ابن عباس بيَّنَّاه بياناً ، والترتيل التبيين في ترسل وتثبت . وقال السدي : فصَّلناه تفصيلاً . وقال مجاهد : بعضه في إثر بعض . وقال النخعي والحسن وقتادة : فرقناه تفريقاً آية بعد آية . { وَلاَ يَأْتُونَكَ } يا محمد يعني : هؤلاء المشركين ، { بِمَثَلٍ } ، يضربونه في إبطال أمرك { إِلاَّ جِئْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ } ، يعني بما ترد به ما جاؤوا به من المثل وتبطله ، فسمي ما يردون من الشبه مثلاً ، وسمي ما يدفع به الشبه حقاً ، { وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } ، أي : بياناً وتفصيلاً ، و " التفسير " : تفعيل ، من الفسر ، وهو كشف ما قد غطي . ثم ذكرَ مآل هؤلاء المشركين فقال : { ٱلَّذِينَ } ، أي : هم الذين ، { يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ } ، فيساقون ويجرون ، { إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً } ، أي : مكانة ومنزلة ، ويقال : منزلاً ومصيراً ، { وَأَضَلُّ سَبِيلاً } ، أخطأ طريقاً .