Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 75-77)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ } يعني يثابون ، { ٱلْغُرْفَةَ } ، أي : الدرجة الرفيعة في الجنة ، و " الغرفة " كل بناء مرتفع عالٍ . وقال عطاء : يريد غرف الدر والزبرجد والياقوت في الجنة ، { بِمَا صَبَرُواْ } ، على أمر الله تعالى وطاعته . وقيل : على أذى المشركين . وقيل : عن الشهوات { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا } ، قرأ حمزة ، والكسائي ، وأبو بكر : بفتح الياء وتخفيف القاف ، كما قال : { فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيّاً } [ مريم : 59 ] ، وقرأ الآخرون بضم الياء وتشديد القاف كما قال : { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً } [ الإِنسان : 11 ] ، وقوله : { تَحِيَّةً } ، أي مُلْكاً ، وقيل بقاءً دائماً ، { وَسَلَـٰماً } أي : يسلم بعضهم على بعض . وقال الكلبي : يحيي بعضهم بعضاً بالسلام ، ويرسل الرب إليهم بالسَّلام . وقيل : " سلاماً " أي : سلامة من الآفات . { خَـٰلِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً } ، أي : موضع قرار وإقامة . { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى } ، قال مجاهد وابن زيد : أي : ما يصنع وما يفعل بكم . قال أبو عبيدة يقال : ما عبأت به شيئاً أي : لم أعدّه ، فوجوده وعدمه سواء ، مجازه : أيّ وزن وأيّ مقدار لكم عنده ، { لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } إيّاه ، وقيل : لولا إيمانكم ، وقيل : لولا عبادتكم ، وقيل : لولا دعاؤه إيّاكم إلى الإِسلام ، فإذا آمنتم ظهر لكم قدر . وقال قوم : معناه : قلْ ما يعبأ بخلقكم ربي لولا عبادتكم وطاعتكم إيّاه يعني إنه خلقكم لعبادته ، كما قال : { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] . وهذا قول ابن عباس ومجاهد . وقال قوم : " قلْ ما يعبأ " ما يبالي بمغفرتكم لولا دعاؤكم معه آلهة ، أو ما يفعل بعذابكم لولا شرككم ، كما قال الله تعالى : { مَّا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنْتُمْ } [ النساء : 147 ] وقيل : ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم إيّاه في الشدائد ، كما قال : { فَإِذَا رَكِبُواْ فِى ٱلْفُلْكِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ } [ العنبكوت : 65 ] ، وقال : { فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } [ الأنعام : 42 ] . وقيل : { قُلْ مَا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّى لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } يقول : ما خلقتكم ولي إليكم حاجة إلاّ أن تسألوني فأعطيكم وتستغفروني فأغفر لكم . { فَقَدْ كَذَّبْتُمْ } ، أيها الكافرون ، يخاطب أهل مكة ، يعني : إن الله دعاكم بالرسول إلى توحيده وعبادته فقد كذبتم الرسول ولم تجيبوه . { فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً } ، هذا تهديد لهم ، أي يكون تكذيبكم لزاماً ، قال ابن عباس : موتاً . وقال أبو عبيدة : هلاكاً . وقال ابن زيد : قتالاً . والمعنى : يكون التكذيب لازماً لمن كذب ، فلا يعطى التوبة حتى يجازى بعمله . وقال ابن جرير : عذاباً دائماً لازماً وهلاكاً مقيماً يلحق بعضكم ببعض . واختلفوا فيه فقال قوم : هو يوم بدر قتل منهم سبعون وأسر سبعون . وهو قول عبد الله بن مسعود وأُبيّ بن كعب ومجاهد ومقاتل ، يعني : أنهم قتلوا يوم بدر واتصل بهم عذاب الآخرة ، لازماً لهم . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا عمر بن حفص بن غياث ، أخبرنا أبي ، أخبرنا الأعمش ، حدثنا مسلم ، عن مسروق قال : قال عبد الله : " خمس قد مضين : الدُّخَان ، والقمر ، والرُّوم ، والبَطْشَةُ ، واللِّزام " ، { فسوف يكون لزاماً } . وقيل : اللزام عذاب الآخرة .