Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 23-30)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } , يقول : أي شيء رب العالمين الذي تزعم أنك رسوله إليّ يستوصفه إلهه الذي أرسله إليه بـ " ما " هو سؤال عن جنس الشيء ، والله منزّه عن الجنسية ، فأجابه موسى عليه السلام يذكر أفعاله التي يعجز الخلق عن الإِتيان بمثلها . { قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ مُّوقِنِينَ } ، أنه خالقهما . قال أهل المعاني : أي كما توقنون هذه الأشياء التي تعاينونها فأيقنوا أنَّ إله الخلق هو الله عزّ وجلّ ، فلما قال موسى ذلك تحير فرعون في جواب موسى . { قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ } ، من أشراف قومه . قال ابن عباس : كانوا خمس مائة رجل عليهم الأسورة ، قال لهم فرعون استبعاداً لقول موسى ، { أَلاَ تَسْتَمِعُونَ } ، وذلك أنهم كانوا يعتقدون أن آلهتهم ملوكهم ، فزادهم موسى في البيان . { قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } . { قَالَ } ، يعني : فرعون : { إِنَّ رَسُولَكُمُ ٱلَّذِىۤ أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ } ، يتكلم بكلام لا نعقله ولا نعرف صحته ، وكان عندهم أن من لا يعتقد ما يعتقدون ليس بعاقل ، فزاد موسى في البيان : { قَالَ رَبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ } . { قَالَ } ، فرعون حين لزمته الحجة وانقطع عن الجواب تكبراً عن الحق : { لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِى لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } ، أي : المحبوسين ، قال الكلبي : كان سجنه أشد من القتل ، لأنه كان يأخذ الرجل فيطرحه في مكان وحده فرداً لا يسمع ولا يبصر فيه شيئاً ، يهوي به في الأرض . { قَالَ } له موسى حين توعده بالسجن { أَوَلَوْ جِئْتُكَ } ، أي : وإن جئتك ، { بِشَىءٍ مُّبِينٍ } ، بآية مبينة ، ومعنى الآية : أتفعل ذلك وإن أتيتك بحجة بينة ؟ وإنما قال ذلك موسى لأن من أخلاق الناس السكون إلى الإِنصاف والإِجابة إلى الحق بعد البيان .