Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 18-20)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ } ، أي : في المدينة التي قتل فيها القبطي ، { خَآئِفاً } ، من قتله القبطي ، { يَتَرَقَّبُ } ، ينتظر سوأً ، والترقُّب : انتظار المكروه ، قال الكلبي : ينتظر متى يؤخذ به ، { فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } : يستغيثه ويصيح به من بُعْدٍ . قال ابن عباس : أُتى فرعون فقيل له إن بني إسرائيل قتلوا منّا رجلاً فخذ لنا بحقنا ، فقال ابغوا لي قاتله ومن يشهد عليه ، فلا يستقيم أن يقضي بغير بينة ، فبينما هم يطوفون لا يجدون بينة إذ مرّ موسى من الغد فرأى ذلك الإِسرائيلي يقاتل فرعونياً فاستغاثه على الفرعوني فصادف موسى ، وقد ندم على ما كان منه بالأمس من قتل القبطي ، { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ } ، للإِسرائيلي : { إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ } ، ظاهر الغواية قاتلت بالأمس رجلاً فقتلته بسببك ، وتقاتل اليوم آخر وتستغيثني عليه ؟ وقيل : إنما قال موسى للفرعوني : إنك لغوي مبين بظلمك ، والأول أصوب ، وعليه الأكثرون أنه قال ذلك للإِسرائيلي . { فَلَمَّآ أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا } ، وذلك أن موسى أدركته الرقة بالإِسرائيلي فمدّ يده ليبطش بالفرعوني فظن الإِسرائيلي أنه يريد أن يبطش به لما رأى من غضبه وسمع قوله : إنك لغوي مبين ، { قَالَ يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ إِن تُرِيدُ } ، ما تريد ، { إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى ٱلأَرْضِ } ، بالقتل ظلماً ، { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } ، فلما سمع القبطي ما قال الإِسرائيلي علم أن موسى هو الذي قتل ذلك الفرعوني ، فانطلق إلى فرعون وأخبره بذلك ، وأمر فرعون بقتل موسى . قال ابن عباس : فلما أرسل فرعون الذباحين لقتل موسى أخذوا الطريق الأعظم . { وَجَآءَ رَجُلٌ } ، من شيعة موسى ، { مِّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ } ، أي : من آخرها ، قال أكثر أهل التأويل : اسمه " حزقيل " مؤمن آل فرعون ، وقيل : اسمه " شمعون " ، وقيل : " شمعان " ، { يَسْعَىٰ } ، أي يسرع في مشيه ، فأخذ طريقاً قريباً حتى سبق إلى موسى فأخبره وأنذره حتى أخذ طريقاً آخر ، { قَالَ يٰمُوسَىٰ إِنَّ ٱلْمَلاََ يَأْتَمِرُونَ بِكَ } ، يعني : أشراف قوم فرعون يتشاورون فيك ، { لِيَقْتُلُوكَ } قال الزجاج : يأمر بعضهم بعضاً بقتلك ، { فَٱخْرُجْ } ، من المدينة ، { إِنِّى لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ } ، في الأمر لك بالخروج .