Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 129-133)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم قال : { وَللَّهِ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . { يَآ أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ ٱلرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً } ، أراد به ما كانوا يفعلونه عند حلول أجل الدَّين من زيادةِ المال وتأخير الطلب ، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في أمر الرِّبا فلا تأكلوه ، { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } . ثم خوّفهم فقال : { وَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِىۤ أُعِدَّتْ لِلْكَـٰفِرِينَ } . { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } ، لكي ترحموا . { وَسَارِعُوۤاْ } قرأ أهل المدينة والشام سارعوا بلا واو ، { إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } ، أي بادروا وسابقوا إلى الأعمال التي تُوجب المغفرة . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إلى الإِسلام ، ورُوي عنه : إلى التوبة ، وبه قال عكرمة ، وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إلى أداء الفرائض ، وقال أبو العالية : إلى الهجرة ، وقال الضحاك : إلى الجهاد ، وقال مقاتل : إلى الأعمال الصالحة . رُوي عن أنس بن مالك أنها التكبيرة الأولى . { وَجَنَّةٍ } أي وإلى جنّةٍ { عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأرْضُ } ، أي : عرضها كعرض السماوات والأرض ، كما قال في سورة الحديد : { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } [ الحديد : 21 ] أي : سَعَتُها ، وإنما ذكر العرض على المبالغة لأن طول كل شيء في الأغلب أكثر من عرضه ، يقول : هذه صفة عَرْضِها فكيفَ طُولها ؟ قال الزهري : إنما وصف عرضَها فأمّا طولها فلا يعلمه إلا الله ، وهذا على التمثيل لا أنها كالسموات والأرض لا غير ، معناه : كعرض السموات السبع والأرضين السبع عند ظنكم ، كقوله تعالى : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ وَٱلأَرْضُ } [ هود : 107 ] يعني : عند ظنكم وإلا فهما زائلتان ، وروي عن طارق بن شهاب أن ناساً من اليهود سألوا عمر بن الخطاب وعنده أصحابه رضي الله عنهم ، وقالوا : أرأيتم قولَهُ { وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوَٰتُ وَٱلأرْضُ } فأين النار ؟ فقال عمر : أرأيتم إذا جاء الليل أين يكون النهار ، وإذا جاء النهار فأين يكون الليل ؟ فقالوا : إنه لمثلها في التوراة ، ومعناه أنه حيث يشاء الله . فإن قيل : قد قال الله تعالى : { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [ الذاريات : 22 ] وأراد بالذي وعدَنَا : الجنة فإذا كانتِ الجنةُ في السماء فكيف يكون عرضُها السموات والأرض ؟ وقيل : إن باب الجنة في السماء وعرضها السموات والأرض ، كما أخبر ، وسُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجنة : أفي السماء هي أم في الأرض ؟ فقال : وأيّ أرض وسماء تسع الجنة ؟ فقيل : فأين هي ؟ قال : فوق السمواتِ السبعِ تحتَ العرش . وقال قتادة : كانوا يرون أن الجنة فوق السموات السبع ، وأن جهنم تحتَ الأرضين السبع { أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } .