Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 15-17)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قل أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّـٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ، خَـٰالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَٰنٌ مِّنَ ٱللَّهِ } قرأه العامة بكسر الراء ، وروى أبو بكر عن عاصم بضم الراء ، وهما لغتان كالعُدوان والعِدوان . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنا محمد بن يوسف ، أنا محمد بن إسماعيل ، أنا يحيى بن سليمان ، حدثني ابن وهب ، حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلّى الله عليه وسلم " إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة فيقولون : لبيك ربنا وسعديك والخير كله في يديك ، فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك ؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ فيقولون : يا رب وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبداً " . قوله تعالى : { وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ } إن شئت جعلت محل الذين خفضاً رداً على قوله { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْاْ } وإن شئت جعلته رفعاً على الابتداء ، ويحتمل أن يكون نصباً تقديره أعني الذين يقولون { رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا } صدقنا { فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } استرها علينا وتجاوز عنا { وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ، ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّـٰدِقِينَ } إن شئت نصبتها على المدح ، وإن شئت خفضتها على النعت ، يعني الصابرين في أداء الأمر وعن ارتكاب النهي ، وعلى البأساء والضراء وحين البأس ، والصادقين في إيمانهم ، قال قتادة : هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم فصدقوا في السر والعلانية { وَٱلْقَـٰنِتِينَ } المطيعين المصلين { وَٱلْمُنفِقِينَ } أموالهم في طاعة الله { وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } قال مجاهد وقتادة والكلبي : يعني المصلين بالأسحار وعن زيد بن أسلم أنه قال : هم الذين يصلون الصبح ، في الجماعة ، وقيل بالسَّحَر لقربه من الصُبح ، وقال الحسن : مدوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا ، وقال نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما يحيي الليل ثم يقول : يا نافع أسْحَرْنا ؟ فأقول : لا ، فيعاود الصلاة فإذا قلت : نعم قعد يستغفر الله ويدعو ، حتى يصبح . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد المخلدي ، حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، أنا قتيبة ، [ بن سعيد ] أنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : " ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل فيقول : أنا الملك أنا الملك ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له " . وحكي عن الحسن أن لقمان قال لابنه : يا بني لا تكن أعجز من هذا الديك يصوِّت من الأسحار وأنت نائم على فراشك .