Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 164-165)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَدْ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } ، قيل : أراد به العرب لأنه ليس حيُّ من أحياء العرب إلا وله فيهم نسب إلا بني ثعلبة ، دليله قوله تعالى : { هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ } وقال الآخرون : أراد به جميع المؤمنين ، ومعنى قوله تعالى : { مِّنْ أَنفُسِهِمْ } أي : بالإِيمان والشفقة لا بالنسب ، ودليله قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسِكم ) ، { يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَـٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا } ، وقد كانوا ، { مِن قَبْلُ } أي : من قبل بعثه { لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } . { أَوَلَمَّا } أي : حين { أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ } ، بأحد ، { قَدْ أَصَبْتُمْ مِّثْلَيْهَا } ، يوم بدر ، وذلك أن المشركين قتلوا من المسلمين يوم أُحد سبعين وقتل المسلمون منهم ببدر سبعين وأسروا سبعين ، { قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا } ، من أين لنا هذا القتلُ والهزيمةُ ونحن مسلمونَ ورسول الله صلّى الله عليه وسلم فينا ؟ { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } روى عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه ، قال : جاء جبريل إلى النبي صلّى الله عليه وسلم فقال : إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الفداء من الأسارى ، وقد أمرك أن تخيرهم بين أن يقدموا فتضرب أعناقهم ، وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم فذكر ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم للناس ، فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وإخواننا ، لا بل نأخذ منهم فداءهم فنقوى بها على قتال عدونا ، ويستشهد منا عدتهم ، [ فقتل منهم يوم أُحد ] سبعون من أسارى أهل بدر . فهذا معنى قوله تعالى : { قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ } أي : بأخذكم الفداء واختياركم القتل ، { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ } .