Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 44-46)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ذٰلِكَ مِنْ أَنَبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ } يقول لمحمد صلّى الله عليه وسلم ( ذلك ) الذي ذكرت من حديث زكريا ويحيى ومريم وعيسى ( من أنباء الغيب ) أي من أخبار الغيب ( نوحيه إليك ) رد الكناية إلى ذلك فلذلك ذكره { وَمَا كُنتَ } يا محمد { لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلَـٰمَهُمْ } سهامهم في الماء للاقتراع { أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ } يحضنها ويربيها { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } في كفالتها . قوله تعالى : { إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ } إنما قال : اسمه رد الكناية إلى عيسى ، واختلفوا في أنه لم سمي مسيحاً ، منهم من قال : هو فعيل بمعنى المفعول يعني أنه مسح من الأقذار وطهر من الذنوب ، وقيل : لأنه مسح بالبركة ، وقيل : لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن ، وقيل مسحه جبريل بجناحه حتى لم يكن للشيطان عليه سبيل ، وقيل : لأنه كان مسيح القدم لا أخمص له ، وسمى الدجال مسيحاً لأنه ممسوح إحدى العينين ، وقال بعضهم هو فعيل بمعنى الفاعل ، مثل عليم وعالم . وقال ابن عباس رضي الله عنهما سمي مسيحاً لأنه ما مسح ذا عاهة إلا برأ ، وقيل : سمي بذلك لأنه كان يسيح في الأرض ولا يقيم في مكان ، وعلى هذا القول تكون الميم فيه زائدة . وقال إبراهيم النخعي : المسيح الصديق . ويكون المسيح بمعنى الكذاب وبه سمي الدجال والحرف من الأضداد { وَجِيهًا } أي شريفاً رفيعاً ذَا جاه وقدر { فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } عند الله . { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِى ٱلْمَهْدِ } صغيراً قبل أوان الكلام كما ذكره في سورة مريم قال : { إِنِّي عَبْدُ ٱللَّهِ آتَانِيَ ٱلْكِتَابَ } [ مريم : 30 ] وحكي عن مجاهد قال : قالت مريم : كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته ، فإذا شغلني عنه إنسان سبح في بطني وأنا أسمع قوله { وَكَهْلاً } قال مقاتل : يعني إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء وقال الحسين بن الفضل : ( وكهلاً ) بعد نزوله من السماء . وقيل : أخبرها أنه يبقى حتى يكتهل ، وكلامه بعد الكهولة إخباره عن الأشياء المعجزة ، وقيل : { وَكَهْلاً } نبياً بشرها بنبوة عيسى عليه السلام وكلامه في المهد معجزة وفي الكهولة دعوة . وقال مجاهد : { وَكَهْلاً } أي حليماً . والعرب تمدح الكهولة لأنها الحالة الوسطى في احتناك السن واستحكام العقل وجودة الرأي والتجربة { وَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } أي : هو من العباد الصالحين .