Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 69-72)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ } نزلت في معاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان وعمار ابن ياسر حين دعاهم اليهود إلى دينهم ، فنزلت ( ودت طائفة ) [ تمنت جماعة من أهل الكتاب ] يعني اليهود { لَوْ يُضِلُّونَكُمْ } عن دينكم ويردونكم إلى الكفر { وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } . { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } يعني القرآن وبيان نعت محمد صلّى الله عليه وسلم { وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } أن نعته في التوراة والإِنجيل مذكور . { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ } تخلطون الإِسلام باليهودية والنصرانية ، وقيل : لم تخلطون الإِيمان بعيسى عليه السلام وهو الحق بالكفر بمحمد صلّى الله عليه وسلم وهو الباطل ؟ وقيل : التوراة التي أنزلت على موسى بالباطل الذي حرفتموه وكتبتموه بأيديكم { وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أن محمداً صلّى الله عليه وسلم ودينه حق . قوله تعالى { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ } الآية . قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حبراً من يهود خيبر وقرى عيينة وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد ثم اكفروا آخر النهار وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا وشاورنا علماءنا فوجدنا محمداً ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم واتهموه وقالوا : إنهم أهل كتاب وهم أعلم منَّا به فيرجعون عن دينهم . وقال مجاهد ومقاتل والكلبي : هذا في شأن القبلة لما صرفت إلى الكعبة شق ذلك على اليهود ، فقال كعب بن الأشرف لأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة وصلوا إليها أول النهار ثم اكفروا وارجعوا إلى قبلتكم آخر النهار لعلهم يقولون هؤلاء أهل الكتاب وهم أعلم فيرجعون إلى قبلتنا ، فأطلع الله تعالى رسوله على سرهم وأنزل { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ } { بِٱلَّذِيۤ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ } أوله سمي وجهاً لأنه أحسنه وأول ما يواجه الناظر فيراه { وَٱكْفُرُوۤاْ ءَاخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فيشكون ويرجعون عن دينهم .