Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 35-40)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰناً } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : حجة وعذراً . وقال قتادة : كتاباً ، { فَهُوَ يَتَكَلَّمُ } ، ينطق ، { بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } ، أي : ينطق بشركهم ويأمرهم به . { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً } ، أي : الخصب وكثرة المطر ، { فَرِحُواْ بِهَا } ، يعني فرح البَطَر ، { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } ، أي : الجدب وقلة المطر ، ويقال : الخوف والبلاء { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } ، من السيئات ، { إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } ، ييأسون من رحمة الله ، وهذا خلاف وصف المؤمن ، فإنه يشكر الله عند النعمة ، ويرجو ربه عند الشدة . { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لأَيَـٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . قوله تعالى : { فئَاتِ ذَا ٱلْقُرْبَىٰ حَقَّهُ } ، من البر والصلة ، { وَٱلْمِسْكِينَ } ، وحقه أن يتصدق عليه ، { وَٱبْنَ ٱلسَّبِيلِ } ، يعني : المسافر ، وقيل : هو الضيف ، { ذَلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ } يطلبون ثواب الله بما يعملون ، { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } . قوله عزّ وجلّ : { وَمَآ ءَاتَيْتُمْ مِّن رِّباً } ، قرأ ابن كثير : « أتيتم » مقصوراً وقرأ الآخرون بالمدّ ، أي : أعطيتم ، ومن قصر فمعناه : ما جئتم من ربا ، ومجيؤهم ذلك على وجه الإِعطاء كما تقول : أتيت خطئاً ، وأتيت صواباً ، فهو يؤول في المعنى إلى قول مَنْ مدّ . { لِّيَرْبُوَاْ فِى أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ } ، قرأ أهل المدينة ، ويعقوب : " لتُرْبُوا " بالتاء وضمها وسكون الواو على الخطاب ، أي : لتُرْبُوا أنتم وتصيروا ذوي زيادة من أموال الناس ، وقرأ الآخرون بالياء وفتحها ، ونصب الواو وجعلوا الفعل للربا لقوله : { فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ ٱللَّهِ } ، في أموال الناس ، أي : في اختطاف أموال الناس واجتذابها . واختلفوا في معنى الآية , فقال سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وطاووس ، وقتادة ، والضحاك ، وأكثر المفسرين : هو الرجل يعطي غيره العطية ليثيب أكثر منها فهذا جائز حلال ، ولكن لا يثاب عليها في القيامة ، وهو معنى قوله عزّ وجلّ : " فلا يربوا عند الله " ، وكان هذا حراماً على النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لقوله تعالى : { وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ } [ المدثر : 6 ] ، أي : لا تعط وتطلب أكثر مما أعطيت . وقال النخعي : هو الرجل يعطي صديقه أو قريبه ليكثر ماله ولا يريد به وجه الله . وقال الشعبي : هو الرجل يلتزق بالرجل فيخدمه ويسافر معه فيجعل له ربح ما له التماس عونه ، لا لوجه الله ، فلا يربوا عند الله لأنه لم يرد به وجه الله تعالى . { وَمَآ ءاتَيْتُمْ مِّن زَكَوٰةٍ } ، أعطيتم من صدقة { تُرِيدُونَ وَجْهَ ٱللَّهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُضْعِفُونَ } ، يضاعف لهم الثواب فيعطون بالحسنة عشر أمثالها ، فالمضعف ذو الأضعاف من الحسنات ، تقول العرب : القوم مهزولون ومسمنون : إذا هزلت أو سمنت إبلهم . { ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَىْءٍ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَـٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } .