Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 11-12)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ يَتَوَفَّـٰكُم } ، يقبض أرواحكم ، { مَّلَكُ ٱلْمَوْتِ ٱلَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ } ، أي : وكل بقبض أرواحكم وهو عزرائيل ، والتوفي استيفاء العدد ، معناه أنه يقبض أرواحهم حتى لا يبقى أحد من العدد الذي كتب عليه الموت . وروي أن ملك الموت جعلت له الدنيا مثل راحة اليد يأخذ منها صاحبها ما أحب من غير مشقة ، فهو يقبض أنفس الخلق في مشارق الأرض ومغاربها ، وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكه العذاب ، . وقال ابن عباس : إن خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب . وقال مجاهد : جعلت له الأرض مثل طست يتناول منها حيث يشاء . وفي بعض الأخبار : أن ملك الموت على معراج بين السماء والأرض فينزع أعوانُه روح الإِنسان فإذا بلغ ثغره نحره قبضه ملك الموت . وروى خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال : إن لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب ، وهو يتصفح وجوه الناس ، فما من أهل بيت إلا وملك الموت يتصفحهم في كل يوم مرتين ، فإذا رأى إنساناً قد انقضى أجله ضرب رأسه بتلك الحربة ، وقال : الآن يزار بك عسكر الأموات . قوله : { ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } ، أي : تصيرون إليه أحياءً فيجزيكم بأعمالكم . { وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ ٱلْمُجْرِمُونَ } ، المشركون ، { نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ } ، مطأطؤ رؤوسهم ، { عِندَ رَبِّهِمْ } ، حياءً منه وندماً ، { رَبَّنَآ } ، أي : يقولون ربنا ، { أَبْصَرْنَا } ، ما كنا به مكذبين ، { وَسَمِعْنَا } ، منك تصديق ما آتتنا به رسلك . وقيل : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا ، { فَٱرْجِعْنَا } فأرددنا إلى الدنيا ، { نَعْمَلْ صَـٰلِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } ، وجواب لو مضمر مجازه لرأيت العجب .