Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 57-57)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلاَْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } ، قال ابن عباس : هم اليهود والنصارى والمشركون . فأما اليهود فقالوا : عزير ابن الله ، ويد الله مغلولة ، وقالوا : إن الله فقير ، وأما النصارى فقالوا : المسيح ابن الله , وثالث ثلاثة ، وأما المشركون فقالوا : الملائكة بنات الله ، والأصنام شركاؤه . وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله سبحانه وتعالى : شتمني عبدي ، يقول : اتخذ الله ولداً ، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد " . وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : " يؤذيني ابنُ آدم يسبُّ الدهرَ وأَنا الدهر ، بيدي الأمرُ أقلِّبُ الليلَ والنهارَ " . وقيل : معنى " يؤذون الله " يلحدون في أسمائه وصفاته . وقال عكرمة هم أصحاب التصاوير . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل ، أخبرنا محمد بن العلاء ، أخبرنا ابن فضيل ، عن عمارة ، عن أبي زرعة ، سمع أبا هريرة قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي ، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة " . وقال بعضهم : " يؤذون الله " أي : يؤذون أولياء الله ، كقوله تعالى : { وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] ، أي : أهل القرية . وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وقال من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة " . ومعنى الأذى هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه ، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم ، والله عزّ وجلّ منزه عن أن يلحقه أذى من أحد ، وإيذاء الرسول ، قال ابن عباس : هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته . وقيل : شاعر ، ساحر ، معلم ، مجنون .