Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 29-36)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } , يعني القيامة . { قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لاَّ تَسْتَـئَخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلاَ تَسْتَقْدِمُونَ } , أي : لا تتقدمون عليه يعني يوم القيامة ، وقال الضحاك : يوم الموت لا تتأخرون عنه ولا تتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص منه . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَن نُّؤْمِنَ بِهَـٰذَا ٱلْقُرْءَانِ وَلاَ بِٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ } ، يعني : التوراة والإِنجيل ، { وَلَوْ تَرَىٰ } ، يا محمد ، { إِذِ ٱلظَّـٰلِمُونَ مَوْقُوفُونَ } ، محبوسون ، { عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ ٱلْقَوْلَ } ، يرد بعضهم إلى بعض القول في الجدال ، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } ، استحقروا وهم الأتباع ، { لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } ، وهم القادة والأشراف ، { لَوْلاَ أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } ، أي : أنتم منعتمونا عن الإِيمان بالله ورسوله . { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ } ، أجابهم المتبوعون في الكفر ، { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوۤاْ أَنَحْنُ صَدَدنَـٰكُمْ عَنِ ٱلْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَآءَكُمْ بَلْ كُنتُمْ مُّجْرِمِينَ } ، بترك الإِيمان . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ بَلْ مَكْرُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } ، أي : مكركم بِنَا في الليل والنهار ، والعرب تضيف الفعل إلى الليل والنهار على توسع الكلام ، كما قال الشاعر : @ وَنِمْتُ ومَا لَيْلُ المَطِيِّ بِنَائِمِ @@ وقيل : مكر الليل والنهار هو طول السلامة وطول الأمل فيهما ، كقوله تعالى : { فَطَالَ عَلَيْهِمُ ٱلأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ } [ الحديد : 16 ] . { إِذْ تَأْمُرُونَنَآ أَن نَّكْفُرَ بِٱللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّواْ } ، وأظهروا { ٱلنَّدَامَةَ } ، وقيل : أخفوا ، وهو من الأضداد ، { لَمَّا رَأَوُاْ ٱْلَعَذَابَ وَجَعَلْنَا ٱلاَْغْلَـٰلَ فِىۤ أَعْنَاقِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، في النار الأتباع والمتبوعين جميعاً . { هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } من الكفر والمعاصي في الدنيا . { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَآ } ، رؤساؤها وأغنياؤها ، { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَـٰفِرُونَ } . { وَقَالُواْ } ، يعني : قال المترفون للفقراء الذين آمنوا : { نَحْنُ أَكْثَـرُ أَمْوَٰلاً وَأَوْلَـٰداً } ، ولو لم يكن الله راضياً بما نحن عليه من الدين والعمل لم يخولنا الأموال والأولاد ، { وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } ، أي : إن الله أحسن إلينا في الدنيا بالمال والولد فلا يعذبنا . { قُلْ إِنَّ رَبِّى يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ } ، يعني : أن الله يسبط الرزق ويقدر ابتلاءً وامتحاناً لا يدل البسط على رضا الله عنه ولا التضييق على سخطه ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } ، أنها كذلك .