Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 40-42)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ أَرَءَيْتُمْ شُرَكَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } ، أي : جعلتموهم شركائي بزعمكم يعني : الأصنام ، { أَرُونِى مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ أَمْ ءَاتَيْنَـٰهُمْ كِتَـٰباً } ، قال مقاتل : هل أعطينا كفار مكة كتاباً ، { فَهُمْ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّنْهُ } ، قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة ، وحفص ، « بينة » على التوحيد ، وقرأ الآخرون : « بينات » على الجمع ، يعني دلائل واضحة منه في ذلك الكتاب من ضروب البيان . { بَلْ إِن يَعِدُ } ، أي : ما يَعِدُ ، { ٱلظَّـٰلِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً } ، والغرور ما يغر الإِنسان مما لا أصل له ، قال مقاتل : يعني ما يَعِدُ الشيطان كفار بني آدم من شفاعة الآلهة لهم في الآخرة غرور وباطل . قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } ، أي : كيلا تزولا ، { وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } ، أي : ما يمسكهما أحد من بعده ، أي : أحد سواه ، { إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ، فإن قيل : فما معنى ذكر الحلم هاهنا ؟ قيل : لأن السموات والأرض همت بما همت به من عقوبة الكفار فأمسكهما الله تعالى عن الزوال بحلمه وغفرانه أن يعاجلهم بالعقوبة . { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ } , يعني : كفار مكة لما بلغهم أن أهل الكتاب كذبوا رسلهم قالوا : لعن الله اليهود والنصارى أتتهم رسلهم فكذبوهم ، وأقسموا بالله وقالوا لو أتانا رسول الله لنكوننّ أهدى ديناً منهم ، وذلك قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما بعث محمد كذبوه ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } , رسول ، { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلاُْمَمِ } , يعني : من اليهود والنصارى , { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } , محمد صلى الله عليه وسلم ، { مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } ، أي ما زادهم مجيئه إلا تباعداً عن الهدى .