Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 68-69)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ } , قرأ عاصم ، وحمزة " ننكِّسه " بالتشديد ، وقرأ الآخرون بفتح النون الأولى وضم الكاف مخففاً ، أي : نرده إلى أرذل العمر شبه الصبي في أول الخلق . وقيل : " ننكسه في الخلق " أي : نضعف جوارحه بعد قوتها ونردها إلى نقصانها بعد زيَادتها . { أَفَلاَ يَعْقِلُونَ } ، فيعتبروا ويعلموا أن الذي قدر على تصريف أحوال الإنسان يقدر على البعث بعد الموت . قوله تعالى : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ } ، قال الكلبي : إن كفار مكة قالوا : إن محمداً شاعر ، وما يقوله شعر ، فأنزل الله تكذيباً لهم : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ } أي : ما يتسهل له ذلك ، وما كان يتزن له بيت من الشعر ، حتى إذا تمثل ببيت شعر جرى على لسانه منكسراً . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني الحسين بن محمد الثقفي ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدثنا يوسف بن عبد الله بن ماهان ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد ، عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت : @ كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً @@ فقال أبو بكر : يا رسول الله إنما قال الشاعر : @ كفى الشيبُ والإسلامُ للمرءِ ناهياً @@ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كفى بالإِسلام والشيب للمرء ناهياً ، فقال أبو بكر وعمر : أشهد أنك رسول الله ، يقول الله تعالى : { وَمَا عَلَّمْنَـٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِى لَهُ } . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن شريح ، أخبرنا أبو القاسم البغوي ، أخبرنا علي بن الجعد ، حدثنا شريك ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه قال : قلتُ لعائشة : أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان يتمثل من شعر عبد الله بن رواحة . قالت : وربما قال : @ ويأتيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تُزَوِّد @@ وقال معمر عن قتادة : بلغني أن عائشة سئلت : هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان الشعر أبغض الحديث إليه ، قالت : ولم يتمثل بشيء من الشعر إلا ببيت أخي بني قيس ، طرفة : @ سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً ويَأْتِيكَ بالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ @@ " فجعل يقول : " ويأتيك من لم تزود بالأخبار " فقال أبو بكر رضي الله عنه : ليس هكذا يا رسول الله ، فقال : " إني لستُ بشاعر ولا ينبغي لي " . { إِنْ هُوَ } ، يعني : القرآن ، { إِلاَّ ذِكْرٌ } ، موعظة ، { وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ } ، فيه الفرائض والحدود والأحكام .