Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 146-147)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ } ، أي : له ، وقيل : عنده ، { شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ } ، يعني : القرع ، على قول جميع المفسرين . وقال الحسن ومقاتل : كل نبت يمتد وينبسط على وجه الأرض ليس له ساق ولا يبقى على الشتاء نحو القرع والقثاء والبطيخ فهو يقطين . قال مقاتل بن حيان : فكان يونس يستظل بالشجرة ، وكانت وعلة تختلف إليه فيشرب من لبنها بكرة وعشية حتى اشتد لحمه ونبت شعره وقوي ، فنام نومة فاستيقظ وقد يبست الشجرة فحزن حزناً شديداً وأصابه أذى الشمس فجعل يبكي ، فبعث الله تعالى إليه جبريل وقال : أتحزن على شجرة ولا تحزن على مائة ألف من أمتك وقد أسلموا وتابوا . فإن قيل : قال هاهنا : { فَنَبَذْنَاهُ بِٱلْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ } , وقال في موضع آخر : { لَّوْلآَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِٱلْعَرَآءِ } [ القلم : 49 ] ، فهذا ما يدل على أنه لم ينبذ ؟ . قيل : " لولا " هناك يرجع إلى الذم ، معناه : لولا نعمة من ربه لنبذ بالعراء وهو مذموم ، ولكن تداركه بالنعمة فنبذ ، وهو غير مذموم . قوله عزَّ وجلَّ : { وَأَرْسَلْنَـٰهُ إِلَىٰ مِاْئَةِ أَلْفٍ } ، قال قتادة : أُرسِل إلى أهل نينوى من أرض الموصل قبل أن يصيبه ما أصابه ، وقوله : " وأرسلناه " أي : وقد أرسلناه ، وقيل : كان إرساله بعد خروجه من بطن الحوت إليهم ، وقيل : إلى قوم آخرين . { أَوْ يَزِيدُونَ } ، قال ابن عباس : معناه ويزيدون " أو " بمعنى الواو كقوله : { عُذْراً أَوْ نُذْراً } [ المرسلات : 6 ] , وقال مقاتل والكلبي : معناه بل يزيدون . وقال الزجاج : " أو " هاهنا على أصله ، ومعناه : أو يزيدون على تقديركم وظنكم ، كالرجل يرى قوماً فيقول : هؤلاء ألف أو يزيدون ، فالشك على تقدير المخلوقين ، والأكثرون على أن معناه : ويزيدون . واختلفوا في مبلغ تلك الزيادة فقال ابن عباس ومقاتل : كانوا عشرين ألفاً ، ورواه أُبيّ بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الحسن : بضعاً وثلاثين ألفاً . وقال سعيد بن جبير : سبعين ألفاً .