Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 18-20)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ } , كما قال : { وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ ٱلْجِبَالَ } [ الأنبياء : 79 ] . { يُسَبِّحْنَ } ، بتسبيحه ، { بِٱلْعَشِىِّ وٱلإِشْرَاقِ } ، قال الكلبي : غدوة وعشية . والإشراق : هو أن تشرق الشمس ويتناهى ضوؤها . وفسره ابن عباس : بصلاة الضحى . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه ، حدثنا ابن أبي شيبة ، حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم ، حدثنا الحجاج بن نصير ، أخبرنا أبو بكر الهذلي ، عن عطاء بن أبي رباح ، " عن ابن عباس في قوله : { بِٱلْعَشِىِّ وٱلإِشْرَاقِ } ، قال : كنت أمرّ بهذه الآية ولا أدري ماهي حتى حدثتني أما هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها فدعا بوَضُوءٍ فتوضأ ، ثم صلى الضحى ، فقال : « يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق » " . قوله عزّ وجلّ : { وَٱلطَّيْرَ } ، أي : وسخرنا له الطير ، { مَحْشُورَةً } ، مجموعة إليه تسبح معه ، { كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ } ، مطيع رجّاع إلى طاعته بالتسبيح ، وقيل : أواب معه أي مسبح . { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } ، أي : قويناه بالحرس والجنود ، قال ابن عباس : كان أشد ملوك الأرض سلطاناً ، كان يحرس محرابه كل ليلة ستة وثلاثون ألف رجل . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا محمد بن خالد بن الحسن ، حدثنا داود بن سليمان ، حدثنا محمد بن حميد ، حدثنا محمد بن الفضل ، حدثنا داود بن أبي الفرات ، عن علي بن أحمد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن رجلاً من بني إسرائيل استعدى على رجل من عظمائهم عند داود عليه السلام أن هذا غصبني بقراً ، فسأله داود فجحد ، فقال للآخر : البينة ؟ فلم يكن له بينة ، فقال لهما داود : قُومَا حتى أنظر في أمركما ، فأوحى الله إلى داود في منامه أن يقتل الذي استعدى عليه ، فقال : هذه رؤيا ولست أعجل حتى أتثبت ، فأوحى الله إليه مرة أخرى فلم يفعل ، فأوحى الله إليه الثالثة أن يقتله أو تأتيه العقوبة ، فأرسل داود إليه فقال : إن الله أوحى إليّ أن أقتلك ، فقال : تقتلني بغير بيِّنة ؟ فقال داود : نعم والله لأنفذنّ أمر الله فيك ، فلما عرف الرجل أنه قاتله ، قال : لا تعجل حتى أخبرك ، إني والله ما أُخذت بهذا الذنب ولكني كنت اغتلت والد هذا فقتلته ، فلذلك أُخذتُ ، فأمر به داود فقتل ، فاشتدت هيبة بني إسرائيل عند ذلك لداود ، واشتد به ملكه فذلك قوله عزّ وجلّ : { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ } . { وَءَاتَيْنَـٰهُ ٱلْحِكْمَةَ } ، يعني : النبوة والإصابة في الأمور ، { وَفَصْلَ ٱلْخِطَابِ } ، قال ابن عباس : بيان الكلام . وقال ابن مسعود ، والحسن ، والكلبي ، ومقاتل : علم الحكم والتبصر في القضاء . وقال علي بن أبي طالب : هو أن البينة على المدعي واليمين على من أنكر ، لأن كلام الخصوم ينقطع وينفصل به . ويُروى ذلك عن أُبيّ بن كعب قال : " فصل الخطاب " الشهود والأيمان . وهو قول مجاهد وعطاء بن أبي رباح . وروي عن الشعبي : أن فصل الخطاب : هو قول الإنسان بعد حمد الله والثناء عليه : " أما بعد " إذا أراد الشروع في كلام آخر ، وأول [ من قاله داود عليه السلام .