Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 22-23)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذْ دَخَلُواْ عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ } ، خاف منهما حين هجما عليه في محرابه بغير إذنه ، فقال : ما أدخلكما عليّ ، { قَالُواْ لاَ تَخَفْ خَصْمَانِ } ، أي نحن خصمان { بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ } جئناك لتقضي بيننا ، فإن قيل : كيف قالا : { بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ } وهما ملكان لا يبغيان ؟ قيل : معناه : أرأيت خصمين بغى أحدهما على الآخر ، وهذا من معاريض الكلام لا على تحقيق البغي من أحدهما . { فَٱحْكُمْ بَيْنَنَا بِٱلْحَقِّ وَلاَ تُشْطِطْ } ، أي لا تَجُرْ ، يقال : شَطَّ الرجل شَطَطاً وأَشَطَّ إشطاطاً إذا جار في حكمه ، ومعناه مجاوزة الحد ، وأصل الكلمة من شطَّت الدار وأشطَّت ، إذا بَعُدت . { وَٱهْدِنَآ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلصِّرَٰطِ } ، أرشدنا إلى طريق الصواب والعدل ، فقال داود لهما : تكلّما . فقال أحدهما : { إِنَّ هَذَآ أَخِى } ، أي : على ديني وطريقتي ، { لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً } ، يعني امرأة ، { وَلِىَ نَعْجَةٌ وَٰحِدَةٌ } ، أي امرأة واحدة ، والعرب تكني بالنعجة عن المرأة ، قال الحسين بن الفضل : هذا تعريض للتنبيه والتفهيم ، لأنه لم يكن هناك نعاج ولا بغي فهو كقولهم : ضرب زيد عمراً ، أو اشترى بكرٌ داراً ، ولا ضرب هنالك ولا شراء . { فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا } ، قال ابن عباس : أعطنيها . قال مجاهد : انزل لي عنها . وحقيقته : ضمها إليّ فاجعلني كافلها ، وهو الذي يعولها وينفق عليها ، والمعنى : طلقها لأتزوجها . { وَعَزَّنِى } ، غلبني ، { فِى ٱلْخِطَابِ } ، أي : في القول . وقيل : قهرني لقوة ملكه . قال الضحاك : يقول إن تكلم كان أفصح مني ، وإن حارب كان أبطش مني . وحقيقة المعنى : أن الغلبة كانت له لضعفي في يده ، وإن كان الحق معي . وهذا كله تمثيل لأمر داود مع أوريا زوج المرأة التي تزوجها داود حيث كان لداود تسع وتسعون امرأة ولأوريا امرأة واحدة فضمها إلى نسائه .