Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 1-2)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } ، يعني : آدم عليه السلام ، { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } ، يعني : حواء ، { وَبَثَّ مِنْهُمَا } ، نشر وأظهر ، { رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِى تَسَآءَلُونَ بِهِ } ، أي : تتساءلون به ، وقرأ أهل الكوفة بتخفيف السين على حذف إحدى التاءين ، كقوله تعالى : ( ولا تَعَاوَنُوا ) ، { وَٱلأَرْحَامَ } ، قراءة العامة بالنصب ، أي : واتقوا الأرحام أن تقطعوها ، وقرأ حمزة بالخفض ، أي : به وبالأرحام كما يقال : سألتُك بالله والأرحام ، والقراءة الأولى أفصح لأن العربَ لا تكاد تنسق بظاهر على مُكنّى إلا أن تعيد الخافض فتقول : مررتُ به وبزيد ، إلا أنه جائز مع قلته ، { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، أي : حافظاً . قوله تعالى : { وَءَاتُواْ ٱلْيَتَـٰمَىٰ أَمْوَٰلَهُمْ } ، قال مقاتل والكلبي : " نزلت في رجل من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم ، فلمّا بلغَ اليتيمُ طلبَ المالَ فمنعه عمه فترافَعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، فلما سمعها العمُّ قال : أطعنا الله وأطعنا الرسول نعوذُ بالله من الحَوْبِ الكبير ، فدفع إليه ماله فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : « من يوقَ شُحَّ نفسه ويُطعْ ربَّه هكذا فإنه يَحُلُّ دَارَه » يعني : جنته ، فلما قبض الفتَى ماله أنفق في سبيل الله ، فقال النبي صلّى الله عليه وسلم : « ثبت الأجر وبقيَ الوزرُ » فقالوا : كيف بقي الوزرُ ؟ فقال : « ثبت الأجر للغلام وبقي الوزر على والده » " . وقوله : { وَءَاتُواْ } خطاب للأولياء والأوصياء ، واليتامى : جمع يتيم ، واليتيم : اسم لصغيرٍ لا أبَ له ولا جد ، وإنما يدفع المال إليهم بعد البلوغ ، وسماهم يتامى هاهنا على معنى أنهم كانوا يتامى . { وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ } أي : لا تستبدلوا ، { ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ } ، أي : مالُهم الذي هو حرام عليكم بالحلال من أموالكم ، واختلفوا في هذا التبدل ، قال سعيد بن المسيب والنخعي والزهري والسدي : كان أولياء اليتامى يأخذون الجيد من مال اليتيم ويجعلون مكانه الرديء ، فربّما كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من مال اليتيم ويجعل مكانها المهزولة ، ويأخذ الدرهمَ الجيد ويجعل مكانه الزيف ، ويقول : درهمٌ بدرهم ، فنُهوا عن ذلك . وقيل : كان أهل الجاهلية لا يُورِّثون النساء والصبيان ويأخذ الأكبرُ الميراثَ ، فنصيبه من الميراث طيب ، وهذا الذي يأخذه خبيث ، وقال مجاهد : لا تتعجلِ الرزقَ الحرام قبل أن يأتيَك الحلال . { وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَٰلَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَٰلِكُمْ } ، أي : مع أموالكم ، كقوله تعالى : ( من أنصاري إلى الله ) أي : مع الله ، { إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } أي : إثماً عظيماً .