Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 44-46)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } ، يعني : يهود المدينة ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : نزلت في رفاعة بن زيد ومالك بن دخشم ، كان إذا تكلّم رسول الله صلّى الله عليه وسلم لَوَّيَا بألسنتهما وعابَاهُ ، فأنزل الله تعالى هذه الآية { يَشْتَرُونَ } يستبدلون ، { ٱلضَّلـٰلَةَ } ، يعني : بالهدى ، { وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } أي : عن السبيل يا معشر المؤمنين . { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ } ، منكم ، فلا تستنصِحُوهم فإنهم أعداؤكم ، { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً } ، قال الزجاج : معناه اكتفُوا بالله ولياً واكتفُوا بالله نصيراً . { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } ، قيل : هي متصلة بقوله { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } وقيل : هي مستأنفة ، معناه : من الذين هادُوا مَنْ يُحرّفون ، كقوله تعالى : { وَمَا مِنَّآ إِلاَّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } [ الصافات : 164 ] أي : مَنْ له مقام معلوم ، يُريدُ : فريقٌ ، { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ } ، يُغيّرونَ الكَلِمَ { عَن مَّوَاضِعِهِ } ، يعني : صفة محمد صلّى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : كانت اليهود يأتون رسول الله صلّى الله عليه وسلم ويسألونه عن الأمر ، فيُخبرهم ، فيرى أنهم يأخذون بقوله ، فإذا انصرفُوا من عنده حرَّفُوا كلامه . { وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا } ، قولك ، { وَعَصَيْنَا } ، أمركَ ، { وَٱسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ } ، أي : اسمعْ منّا ولا نسمع منك ، { غَيْرَ مُسْمَعٍ } أي : غير مقبول منك . وقيل : كانوا يقولون للنبي صلّى الله عليه وسلم : اسمعْ ، ثم يقولونَ في أنفسهم : لا سمعت ، { وَرَٰعِنَا } أي : ويقولون راعِنَا يُريدُونَ به النسبة إلى الرُّعونة ، { لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ } ، تحريفاً ، { وَطَعْناً } ، قدحاً { فِى ٱلدِّينِ } ، أن قوله : « ورَاعِنَا » منَ المُراعاة ، وهم يُحرّفونه ، يُريدون به الرُّعونة ، { وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱسْمَعْ وَٱنْظُرْنَا } ، أي : انظر إلينا مكان قولهم رَاعِنا ، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَقْوَمَ } ، أي أعدل وأصوب ، { وَلَكِن لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } إلا نفراً قليلاً منهم ، وهو عبد الله بن سلام ومن أسلم معه منهم .