Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 29-32)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰقَومِ لَكُمُ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ ظَـٰهِرِينَ فِى ٱلأَرْضِ } ، غالبين في أرض مصر ، { فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ ٱللهِ } ، من يمنعنا من عذاب الله ، { إِن جَآءَنَا } ، والمعنى لكم الملك اليوم فلا تتعرضوا لعذاب الله بالتكذيب ، وقتل النبي فإنه لا مانع من عذاب الله إن حل بكم ، { قَالَ فِرْعَوْنُ مَآ أُرِيكُمْ } ، من الرأي والنصيحة ، { إِلاَّ مَآ أَرَىٰ } ، لنفسي . وقال الضحاك : ما أعلمكم إلا ما أعلم ، { وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } ، ما أدعوكم إلا إلى طريق الهدى . { وَقَالَ ٱلَّذِىۤ ءَامَنَ يٰقَوْمِ إِنِّىۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } ، أي : مثل عادتهم في الإقامة على التكذيب حتى أتاهم العذاب ، { وَمَا ٱللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ } ، أي : لا يهلكُهم قبل اتخاذ الحجة عليهم . { وَيـَٰقَوْمِ إِنِّىۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ ٱلتَّنَادِ } ، يوم القيامة يُدعى كل أناس بإمامهم ويُنادي بعضهم بعضاً ، فينادي أصحابُ الجنة أصحابَ النار ، وأصحابُ النار أصحابَ الجنة ، وينادي أصحاب الأعراف ، ويُنادى بالسعادة والشقاوة ، ألا إن فلان بن فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ، وفلان ابن فلان قد شقى شقاوة لا يسعد بعدها أبداً ، وينادى حين يذبح الموت : يا أهل الجنة خلودٌ فلا موت ، ويا أهل النار خلودٌ فلا موت . وقرأ ابن عباس والضحاك : " يوم التنادِّ " بتشديد الدال أي : يوم التنافر ، وذلك أنهم هربوا فندُّوا في الأرض كما تَنِدُّ الإبلُ إذا شردت عن أربابها . قال الضحاك : وكذلك إذا سمعوا زفير النار ندُّوا هرباً فلا يأتون قطراً من الأقطار إلا وجدوا الملائكة صفوفاً ، فيرجعون إلى المكان الذي كانوا فيه ، فذلك قوله تعالى : { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } [ الحاقة : 17 ] ، وقوله : { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ } [ الرحمن : 33 ] .