Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 72-85)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فِى ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِى ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } ، قال مقاتل : توقد بهم النار . وقال مجاهد : يصيرون وقوداً للنار . { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ * مِن دُونِ ٱللهِ } ؟ يعني الأصنام , { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } ، فقدناهم فلا نراهم ، { بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيئَاً } ، قيل : أنكروا . وقيل : معناه بل لم نكن ندعو من قبل شيئاً ينفع ويضر . وقال الحسين بن الفضل : أي : لم نكن نصنع من قبل شيئاً ، أي ضاعت عبادتنا لها ، كما يقول مَنْ ضاعَ عمله : ما كنتُ أعمل شيئاً . قال الله عزّ وجلّ : { كَذَلِكَ } أي : كما أضل هؤلاء ، { يُضِلُّ ٱللهُ ٱلْكَافِرِين } . { ذَلِكُمْ } العذاب الذي نزل بكم ، { بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ } تبطرون وتأشرون ، { فِى ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } تفرحون وتختالون . { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَٰبَ جَهَنَّمَ خَـٰلِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ * فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللهِ } ، بنصرك ، { حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بعضَ الذي نَعِدُهُمْ } ، من العذاب في حياتك ، { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } ، قبل أن يحل ذلك بهم ، { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } . { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } ، خبرهم في القرآن ، { وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللهِ } ، بأمر الله وإرادته { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللهِ } ، قضاؤه بين الأنبياء والأمم ، { قُضِىَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } . { ٱللهُ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَـٰمَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا } ، بعضها ، { وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا مَنَـٰفِعُ } ، في أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها . { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِى صُدُورِكُمْ } ، تحمل أثقالكم من بلد إلى بلد ولِتبلغوا عليها حاجاتكم ، { وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } ، أي : على الإِبل في البر وعلى السفن في البحر ، نظيره : قوله تعالى : { وَحَمَلْنَـٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ } [ الإسراء : 70 ] . { وَيُرِيكُمْ ءَايَـٰتِهِ } ، دلائل قدرته ، { فَأَىَّ ءَايَـٰتِ ٱللهِ تُنكِرُونَ } . { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كانَ عَـٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءَاثَاراً فِى ٱلأَرْضِ } ، يعني : مصانعهم وقصورهم ، { فَمَآ أَغْنَىٰ عَنْهُم } ، لم ينفعهم ، { مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } وقيل : هو بمعنى الاستفهام ، مجازه : أيُّ شيء أغنى عنهم كسبهم ؟ { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ فَرِحُواْ } ، رضوا ، { بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ ٱلْعِلْمِ } ، قال مجاهد : هو قولهم نحن أعلم ، لن نبعث ولن نعذب ، سمي ذلك علماً على ما يدعونه ويزعمونه وهو في الحقيقة جهل . { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ * فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُوۤاْ ءَامَنَّا بِٱللهِ وَحْدَهُ وَكَـفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } ، يعني : تبرأنا مما كنّا نعدل بالله . { فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَـٰنُهُمْ لَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا } ، عذابنا ، { سُنَّتََ ٱللهِ } ، قيل : نصبها بنزع الخافض ، أي : كسنة الله . وقيل : على المصدر . وقيل : على الإغراء ، أي : احذروا سنة الله ، { ٱلَّتِى قَدْ خَلَتْ فِى عِبَادِهِ } ، وتلك السنة أنهم إذا عاينوا عذاب الله آمنوا ، ولا ينفعهم إيمانهم عند معاينة العذاب . { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْكافرون } ، بذهاب الدارين ، قال الزجاج : الكافر خاسر في كل وقت ، ولكنه يتبين لهم خسرانهم إذا رأوا العذاب .