Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 28-33)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ذَلِكَ } ، الذي ذكرت من العذاب الشديد ، { جَزَآءُ أَعْدَآءِ ٱللهِ } ، ثم بين ذلك الجزاء فقال : { ٱلنَّارُ } ، أي : هو النار ، { لَهُمْ فِيهَا } ، أي : في النار ، { دَارُ ٱلْخلدِ } ، دار الإقامة لا انتقال منها ، { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ } . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، أي : في النار يقولون . { رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلَّـٰنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } ، يعنون إبليس وقابيل بن آدم الذي قتل أخاه لأنهما سنّا المعصية ، { نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا } ، في النار ، { لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } ، ليكونا في الدرك الأسفل من النار . قال ابن عباس : ليكونا أشد عذاباً منّا . قوله عزّ وجلّ : { إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ } ، سئل أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه عن الاستقامة فقال : أن لا تشرك بالله شيئاً . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " الاستقامة " أن تستقيم عل الأمر والنهي ، ولا تروغ روغان الثعلب . وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : أخلصوا العمل لله . وقال علي رضي الله عنه : أدَّوْا الفرائض . وقال ابن عباس : استقاموا على أداء الفرائض . وقال الحسن : استقاموا على أمر الله تعالى ، فعملوا بطاعته ، واجتنبوا معصيته . وقال مجاهد وعكرمة : استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله حتى لحقوا بالله . وقال مقاتل : استقاموا على المعرفة ولم يرتدوا . وقال قتادة : كان الحسن إذا تلا هذه الآية قال : اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة . قوله عزّ وجلّ : { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ } ، قال ابن عباس : عند الموت . وقال قتادة ومقاتل : إذا قاموا من قبورهم . قال وكيع بن الجراح : البشرى تكون في ثلاث مواطن : عند الموت وفي المقبر وعند البعث { أَلاَّ تَخَافُواْ } ، من الموت . وقال مجاهد : لا تخافوا على ما تقدمون عليه من أمر الآخرة . { وَلاَ تَحْزَنُواْ } ، على ما خلفتم من أهل وولد ، فإنا نخلفكم في ذلك كله . وقال عطاء بن أبي رباح : لا تخافوا ولا تحزنوا على ذنوبكم فإني أغفرها لكم ، { وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ } . { نَحْنُ أَوْلِيَآؤُكُمْ } ، تقول لهم الملائكة الذين تتنزل عليهم بالبشارة : نحن أولياؤكم أنصاركم وأحباؤكم ، { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلأَخِرَةِ } ، أي : في الدنيا والآخرة . وقال السدي : تقول الملائكة نحن الحفظة الذين كنا معكم في الدنيا ، ونحن أولياؤكم في الآخرة يقولون لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة . { وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِىۤ أَنفُسُكُمْ } ، من الكرامات واللذات ، { وَلَكُمْ فِيهَا } ، في الجنة { مَا تَدَّعُونَ } ، تتمنون . { نُزُلاً } ، رزقاً ، { مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ } . قوله عزّ وجلّ : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللهِ } ، إلى طاعته , { وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ، قال ابن سيرين والسدي وابن عباس : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى شهادة أن لا إله إلا الله . وقال الحسن : هو المؤمن الذي أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب إليه ، وعمل صالحاً في إجابته ، وقال : إنني من المسلمين . وقالت عائشة : أرى هذه الآية نزلت في المؤذّنين . وقال عكرمة : هو المؤذن أبو أُمامة الباهلي ، " وعمل صالحاً " : صلى ركعتين بين الأذان والإقامة . وقال قيس بن أبي حازم : هو الصلاة بين الأذان والإقامة . أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن العباس الحميدي ، أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله الحافظ ، حدثنا أبو عبدالله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ، حدثنا أبو يحيى ابن أبي ميسرة ، حدثنا عبدالله بن زيد المقري ، حدثنا كهمس بن الحسن عن عبدالله بن بريدة عن عبدالله بن مغفل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " بين كل أذانين صلاة " ، ثلاث مرات ثمّ قال في الثالثة : " لمن شاء " . أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان عن زيد العمي عن أبي إياس معاوية بن قرة عن أنس ابن مالك قال سفيان : لا أعلمه إلا وقد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يردّ الدعاءُ بين الأذان والإقامة " .