Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 48-53)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ } ، عن الإجابة ، { فَمَآ أَرْسَلْنَـٰكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ } ، ما عليك ، { إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ مِنَّا رَحْمَةً } ، قال ابن عباس : يعني الغنى والصحة . { فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } ، قحط ، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ كَفُورٌ } ، أي : لما تقدم من نعمة الله عليه ينسى ويجحد بأول شدة جميع ما سلف من النعم . { للهِ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } ، له التصرف فيهما بما يريد ، { يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثاً } ، فلا يكون له ولد ذكر ، قيل : من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر ، لأن الله تعالى بدأ بالإناث ، { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } ، فلا يكون له أنثى . { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَـٰثاً } ، يجمع له بينهما فيولد له الذكور والإناث ، { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } ، فلا يلد ولا يولد له . قيل : هذا في الأنبياء عليهم السلام { يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَـٰثاً } يعني : لوطاً لم يولد له ذكر إنما ولد له ابنتان ، { وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } ، يعني : إبراهيم عليه السلام لم يولد له أنثى ، { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَـٰثاً } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ولد له بنون وبنات ، { وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } يحيى وعيسى عليهما السلام لم يولد لهما ، وهذا على وجه التمثيل ، والآية عامة في حق كافة الناس . { إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ } . قوله عزّ وجلّ : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللهُ إِلاَّ وَحْياً } ، وذلك أن اليهود قالُوا للنبي صلى الله عليه وسلم : ألا تُكلم الله وتنظر إليه ، إن كنتَ نبيّاً ، كما كلمه موسى ونظر إليه ؟ فقال : لم ينظر موسى إلى الله عزّ وجلّ ، فأنزل الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللهُ إِلاَّ وَحْياً } يوحي إليه في المنام أو بالإلهام ، { أَوْ مِن وَرَآءِ حِجَابٍ } ، يسمعه كلامه ولا يراه ، كما كلمه موسى عليه الصلاة والسلام ، { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً } ، إما جبريل أو غيره من الملائكة ، { فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَآءُ } ، أي : يوحي ذلك الرسول إلى المرسَل إليه بإذن الله ما يشاء . قرأ نافع : " أو يرسلُ " برفع اللام على الابتداء ، " فيوحي " ساكنة الياء ، وقرأ الآخرون بنصب اللام والياء عطفاً على محل الوحي لأن معناه : وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا أن يوحي إليه أو يرسل رسولاً . { إِنَّهُ عَلِىٌّ حَكِيمٌ } . { وَكَذَلِكَ } ، أي : كما أوحينا إلى سائر رسلنا ، { أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } ، قال ابن عباس : نبوة . وقال الحسن : رحمة . وقال السدي ومقاتل : وحياً . وقال الكلبي : كتاباً ، وقال الربيع : جبريل . وقال مالك بن دينار : يعني القرآن . { مَا كُنتَ تَدْرِى } ، قبل الوحي ، { مَا ٱلْكِتَـٰبُ وَلاَ ٱلإِيمَـٰنُ } ، يعني شرائع الإِيمان ومعالمه . قال محمد بن إسحاق بن خزيمة : " الإيمان " في هذا الموضع : الصلاة ، ودليله : قوله عزّ وجلّ : { وَمَا كَانَ ٱللهُ لِيُضِيعَ إِيمَـٰنَكُمْ } [ البقرة : 143 ] . وأهل الأصول على أن الأنبياء عليهم السلام كانوا مؤمنين قبل الوحي ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعبد الله قبل الوحي على دين إبراهيم ، ولم يتبين له شرائع دينه . { وَلَـٰكِن جَعَلْنَـٰهُ نُوراً } ، قال ابن عباس : يعني الإيمان . وقال السدي : يعني القرآن . { نَّهْدِى بِهِ } ، نرشد به ، { مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِىۤ } ، أي لتدعو ، { إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، يعني الإسلام . { صِرَٰطِ ٱللهِ ٱلَّذِى لَهُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ أَلاَ إِلَى ٱللهِ تَصِيرُ ٱلأُمُورُ } ، أي : أمور الخلائق كلها في الآخرة .