Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 45-51)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَـٱلْمُهْلِ } ، هو درديُّ الزيت الأسود ، { يَغْلِى فِى ٱلْبُطُونِ } ، قرأ ابن كثير وحفص " يغلي " بالياء ، جَعَلوا الفعل للمهل ، وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث الشجرة ، { فِى ٱلْبُطُونِ } ، أي بطون الكفار ، { كَغَلْىِ ٱلْحَمِيمِ } ، كالماء الحار إذا اشتد غليانه . أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أخبرنا أبو بكر العبدوسي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد ، حدثنا سليمان بن يوسف ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا شعبة عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيها الناس اتقوا الله حقَّ تقاته ، فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على الأرض لأمرَّتْ على أهل الدنيا معيشتهم ، فكيف بمن تكون طعامه وليس لهم طعام غيره " . قوله تعالى : { خُذُوه } ، أي يقال للزبانية : خذوه ، يعني الأثيم ، { فَٱعْتِلُوهُ } ، قرأ أهل الكوفة ، وأبو جعفر وأبو عمرو : بكسر التاء ، وقرأ الباقون بضمها ، وهما لغتان ، أي ادفعوه وسوقوه ، يقال : عتلَه يعتِله عَتْلاً ، إذا ساقه بالعنف والدفع والجذب ، { إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } ، وسطه . { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ } ، قال مقاتل : إن خازن النار يضربه على رأسه فينقب رأسه عن دماغه ، ثم يصب فيه ماءً حميماً قد انتهى حره . ثم يقال له : { ذُقْ } ، هذا العذاب ، { إنّك } ، قرأ الكسائي " أنك " بفتح الألف ، أي لأنك كنت تقول : أنا العزيز ، وقرأ الآخرون بكسرها على الابتداء ، { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } ، عند قومك بزعمك ، وذلك أن أبا جهل كان يقول : أنا أعز أهل الوادي وأكرمهم ، فيقول له هذا خزنةُ النار ، على طريق الاستحقار والتوبيخ . { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } ، تشكُّون فيه ولا تؤمنون به ثم ذكر مستقر المتقين ، فقال : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى مَقَامٍ أَمِينٍ } ، قرأ أهل المدينة والشام : " فِى مُقام " بضم الميم على المصدر ، أي في إقامة ، وقرأ الآخرون بفتح الميم ، أي في مجلس أمين ، أمنوا فيه من الغير ، أي من الموت ومن الخروج منه .