Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 21-22)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يَٰقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } ، اختلفوا في الأرض المقدسة ، قال مجاهد : هي الطور وما حوله ، وقال الضحاك : إيليا وبيت المقدس ، وقال عكرمة والسدي : هي أريحاء ، وقال الكلبي : هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن ، وقال قتادة : هي الشام كلها ، قال كعب : وجدت في كتاب الله المنزل أن الشام كنز الله في أرضه [ وبها أكثر ] عباده . قوله عزّ وجلّ : { كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } ، يعني : كتب في اللوح المحفوظ أنها لكم مساكن ، قال ابن إسحاق : وهبَ اللَّهُ لكم ، وقيل : جعلها لكم ، وقال السدي : أمركم بدخولها ، [ وقال قتادة ] : أُمروا بها كما أُمروا بالصلاة ، أي : فَرَضَ عليكم . { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَـٰرِكُمْ } ، أعقابكم بخلاف أمر الله ، { فَتَنقَلِبُواْ خَـٰسِرِينَ } ، قال الكلبي : صعد إبراهيم عليه السلام جبل لبنان فقيل له : انظر فما أدركه بصرك فهو مقدّس وهو ميراث لذريّتك . { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } ، وذلك أن النقباء الذين خرجوا يتجسّسون الأخبار لمّا رجعوا إلى موسى وأخبروه بما عاينوا ، قال لهم موسى : اكتمُوا شأنهم ولا تخبروا به أحداً من أهل العسكر فيفشلوا ، فأخبر كل رجل منهم قريبه وابن عمه إلا رجلان وفَّيا بما قال لهم موسى ، أحدهما يوشع بن نون بن أفراثيم بن يوسف عليهم السلام فتى موسى ، والآخر كالب بن يوفنا ختن موسى عليه السلام على أخته مريم بنت عمران ، وكان من سبط يهود وهما النقباء فعلمت جماعة من بني إسرائيل ذلك ورفعوا أصواتهم بالبكاء وقالوا يا ليتنا في أرض مصر ، ولَيْتَنَا نموتُ في هذه [ البرية ] ولا يُدْخلنا الله أرضهم فتكون نساؤنا وأولادنا وأثقالنا غنيمةً لهم ، وجعل الرجل يقول لصاحبه : تعال نجعل علينا رأساً وننصرف إلى مصر ، فذلك قوله تعالى أخباراً عنهم : { قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَٰخِلُونَ } وأصل الجبار : المتعظم الممتنع عن القهر ، يُقال : نخلة جبارة إذا كانت طويلة ممتنعة عن وصول الأيدي إليها ، وسُمّي أولئك القوم جبارين لامتناعهم بطولهم وقوة أجسادهم ، وكانوا من العمالقة وبقية قوم عاد ، فلما قال بنو إسرائيل ما قالوا وهمُّوا بالانصراف إلى مصر خرَّ موسى وهارون ساجدين ، وخرق يوشع وكالب ثيابهما وهما اللذان أخبر الله تعالى عنهما في قوله تعالى : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ }