Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-6)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قۤ } قال ابن عباس : هو قسم ، وقيل : هو اسم للسورة ، وقيل : هو اسم من أسماء القرآن . وقال القرظي : هو مفتاحُ اسمِه " القدير " ، و " القادر " و " القاهر " و " القريب " و " القابض " . وقال عكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء ، منه خضرة السماء والسماء مقبّبة عليه ، وعليه كتفاها ، ويقال هو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة . وقيل : معناه قُضي الأمر ، أو قُضي ما هو كائن ، كما قالوا في حۤمۤ . { وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْمَجِيدِ } ، الشريف الكريم على الله ، الكثير الخير . واختلفوا في جواب القسم ، فقال أهل الكوفة : جوابه : " بل عجبوا " ، وقيل : جوابه محذوف ، مجازه : والقرآن المجيد لتبعثُنَّ . وقيل : جوابه قوله : " ما يلفظ من قول " . وقيل : " قد علمنا " ، وجوابات القسم سبعة : " إنَّ " الشديدة كقوله : { وَٱلْفَجْرِ - إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 1 - 14 ] و " ما " النفي كقوله : { وَٱلضُّحَىٰ - مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ } [ الضحى : 1 - 3 ] ، و " اللام " المفتوحة كقوله : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] و " إن " الخفيفة كقوله تعالى : { إِن كُنَّا لَفِى ضَلَـٰلٍ مُّبِينٍ } [ الشعراء : 38 ] و " لا " كقوله : { وَأَقْسَمُواْ بِٱللهِ جَهْدَ أَيْمَـٰنِهِمْ لاَ يَبْعَثُ ٱللهُ مَن يَمُوتُ } [ النحل : 38 ] ، و " قد " كقوله تعالى : { وَٱلشَّمْسِ وَضُحَاهَا - قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } [ الشمس : 1 - 9 ] ، و " بل " كقوله : { وَٱلْقُرْآنِ ٱلْمَجِيدِ - بَلْ عَجِبُوۤاْ } . { أَن جَآءَهُمْ مُّنذِرٌ } ، مخوّف ، { مِّنْهُمْ } ، يعرفون نسبه وصدقه وأمانته ، { فَقَالَ ٱلْكَـٰفِرُونَ هَـٰذَا شَىْءٌ عَجِيبٌ } ، غريب . { أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً } ، نبعث ، ترك ذكر البعث لدلالة الكلام عليه ، { ذَلِكَ رَجْعٌ } ، أي ردّ إلى الحياة { بَعِيدٌ } ، وغير كائن ، أي : يبعد أن نُبعث بعد الموت . قال الله عزّ وجلّ : { قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ ٱلأَرْضُ مِنْهُمْ } ، أي تأكل من لحومهم ودمائهم وعظامهم لا يعزب عن علمه شيء . قال السدي : هو الموت ، يقول : قد علمنا من يموت منهم ومن يبقى ، { وَعِندَنَا كِتَـٰبٌ حَفِيظٌ } ، محفوظ من الشياطين ومن أن يدس ويتغير وهو اللوح المحفوظ ، وقيل : حفيظ أي : حافظ لعدتهم وأسمائهم . { بَلْ كَذَّبُواْ بِٱلْحَقِّ } ، بالقرآن ، { لَمَّا جَآءَهُمْ فَهُمْ فِىۤ أَمْرٍ مَّرِيجٍ } ، مختلط ، قال سعيد بن جبير ومجاهد : ملتبس . قال قتادة : في هذه الآية : مَنْ تركَ الحقَّ مرج عليه أمرُه والتبسَ عليه دينُه . وقال الحسن : ما ترك قوم الحق إلا مرج أمرُهُم . وذكر الزجَّاج معنى اختلاط أمرهم ، فقال : هو أنهم يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ، مرة شاعر ، ومرة ساحر ، ومرة مُعَلَّم ، ويقولون للقرآن مرة سحر ، ومرة رَجَز ، ومرة مفترىً ، فكان أمرهم مختلطاً ملتبساً عليهم . ثم دلهم على قدرته , فقال : { أَفَلَمْ يَنظُرُوۤاْ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَـٰهَا } ، بغير عمد ، { وَزَيَّنَّـٰهَا } ، بالكواكب ، { وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ } ، شقوق وفتوق وصدوع واحدها فرج . { وَٱلأَرْضَ مَدَدْنَـٰهَا } ، بسطناها على وجه الماء ، { وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَٰسِىَ } ، جبالاً ثوابت ، { وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ } ، حسن كريم يُبهَجُ به ، أي : يسر .