Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-14)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلذَّٰرِيَـٰتِ ذَرْواً } ، يعني : الرياح التي تذرو التراب ذرواً ، يقال : ذَرَت الريحُ الترابَ وأذرت . { فَٱلْحَـٰمِلَـٰتِ وِقْراً } ، يعني : السحاب تحمل ثقلاً من الماء . { فَٱلْجَـٰرِيَـٰتِ يُسْراً } ، هي السفن تجري في الماء جرياً سهلاً . { فَٱلْمُقَسِّمَـٰتِ أَمْراً } ، هي الملائكة يقسمون الأمور بين الخلق على ما أمروا به ، أقسم بهذه الأشياء لما فيها من الدلالة على صنعه وقدرته . ثم ذكر المقسَمَ عليه فقال : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ } ، من الثواب والعقاب ، { لَصَـٰدِقٌ } . { وَإِنَّ ٱلدِّينَ } ، الحساب والجزاء ، { لَوَاقِعٌ } ، لكائن . ثم ابتدأ قَسَماً آخر فقال : { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } ، قال ابن عباس وقتادة وعكرمة : ذات الخلق الحسن المستوي ، يقال للنسَّاج إذا نسج الثوب فأجاد : ما أحسن حبكه ! قال سعيد بن جبير : ذات الزينة . قال الحسن : حبكت بالنجوم . قال مجاهد : هي المتقنة البنيان . وقال مقاتل والكلبي والضحاك : ذات الطرائق كحبك الماء إذا ضربته الريح ، وحبك الرمل والشعر الجعد ، ولكنها لا ترى لبعدها من الناس ، وهي جمع حباك وحبيكة ، وجواب القسم قوله : { إِنَّكُمْ } ، أي : يا أهل مكة ، { لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } ، في القرآن وفي محمد صلى الله عليه وسلم ، تقولون في القرآن : سحر وكهانة وأساطير الأولين ، وفي محمد صلى الله عليه وسلم : ساحر وشاعر ومجنون . وقيل : " لفي قول مختلف " أي : مُصدّق ومُكذّب . { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ } ، يصرف عن الإِيمان به من صرف حتى يكذبه ، يعني : من حرمه الله الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن . وقيل " عن " بمعنى : من أجل ، أي يصرف من أجل هذا القول المختلف أو بسببه عن الإِيمان من صرف . وذلك أنهم كانوا يتلقون الرجل إذا أراد الإِيمان فيقولون : إنه ساحر وكاهن ومجنون ، فيصرفونه عن الإِيمان ، وهذا معنى قول مجاهد . { قُتِلَ ٱلْخَرَٰصُونَ } ، لُعِن الكذابون ، يقال : تخرَّص على فلان الباطل ، وهم المقتسمون الذين اقتسموا عِقَاب مكة ، واقتسموا القول في النبي صلى الله عليه وسلم ليصرفوا الناس عن دين الإِسلام . وقال مجاهد : هم الكهنة . { ٱلَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَةٍ } ، غفلة وعمىً وجهالة { سَـٰهُونَ } لاَهُون غافلون عن أمر الآخرة ، والسهو : الغفلة عن الشيء ، وهو ذهاب القلب عنه . { يَسْـئَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ } ، يقولون : يا محمد متى يوم الجزاء ، يعني : يوم القيامة تكذيباً واستهزاءً . قال الله عزّ وجلّ : { يَوْمَ هُمْ } ، أي يكون هذا الجزاء في يوم هم { عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ } ، أي : يعذَّبون ويحرقون بها كما يفتن الذهب بالنار . وقيل : " على " بمعنى الباء أي بالنار ، وتقول لهم خزنة النار : { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } ، عذابكم ، { هَـٰذَا ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ، في الدنيا تكذيباً به .