Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 12-14)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَتُمَـٰرُونَهُ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ } ، قرأ حمزة والكسائي ويعقوب : " أفتَمْرُونه " بفتح التاءوسكون الميم بلا ألف ، أي : أفتجحدونه ، تقول العرب : مريتَ الرجلَ حقّه إذا جحدته . وقرأ الآخرون : " أفتمارونه " بالألف وضم التاء ، على معنى أفتجادلونه على ما يرى ، وذلك أنهم جادلوه حين أسري به ، فقالوا : صف لنا بيت المقدس ، وأخبِرْنا عن عيرنا في الطريق ، وغير ذلك مما جادلوه به ، والمعنى : أفتجادلونه جدالاً ترومون به دفعه عمّا رآه وعلمه . { وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } ، يعني : رأى جبريل في صورته التي خلق عليه نازلاً من السماء نزلة أُخرى ، وذلك أنه رآه في صورته مرتين ، مرة في الأرض ومرة في السماء . { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } ، وعلى قول ابن عباس معنى : { نَزْلَةً أُخْرَىٰ } هو أنه كانت للنبي صلى الله عليه وسلم عرجات في تلك الليلة لمسألة التخفيف من أعداد الصلوات ، فيكون لكل عرجة نزلة ، فرأى ربَّه في بعضها . وروينا عنه : " أنه رأى ربَّه بفؤاده مرتين " . وعنه : " أنه رأى بعينه " ، قوله : { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } . روينا عن عبد الله بن مسعود قال : لمّا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السابعة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرض فيقبض منها ، وإِليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها ، قال : { عِندَهَا جَنَّةُ ٱلْمَأْوَىٰ إِذْ يَغْشَىٰ ٱلسِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ } قال : فراش من ذهب . وروينا في حديث المعراج : " ثم صعد بي إلى السماء السابعة فإذا أنا بإبراهيم عليه السلام فسلمتُ عليه ، ثم رُفعت لي سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر ، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة " . " والسدرة " شجر النبق ، وقيل لها : سدرة المنتهى لأنه إليها ينتهي علم الخلق . قال هلال بن يساف : سأل ابنُ عباس كعباً عن سدرة المنتهى وأنا حاضر ، فقال كعب : إنها سدرة في أصل العرش على رؤوس حملة العرش وإليها ينتهي علم الخلائق ، وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله . أخبرنا أبو سعيد الشريحي ، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن فنجويه حدثنا ابن شيبة حدثنا المسوحي ، حدثنا عبيد بن يعيش ، حدثنا يونس بن بكير ، أخبرنا محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جدته " أسماء بنت أبي بكر قالت : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يذكر سدرة المنتهى ، قال : « يسير الراكب في ظل الفنن منها مائة عام ويستظل في الفنن منها مائة ألف راكب ، فيها فراش من ذهب ، كأنّ ثمرها القلال » " . وقال مقاتل : هي شجرة تحمل الحلي والحلل والثمار من جميع الألوان ، لو أن ورقة وضعت منها في الأرض لأضاءت لأهل الأرض ، وهي طوبى التي ذكرها الله تعالى في سورة الرعد .