Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 5-11)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } ، قال مجاهد : كحسبان الرحى . وقال غيره : أي يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها ، قاله ابن عباس وقتادة . وقال ابن زيد وابن كيسان : يعني بهما تحسب الأوقات والآجال لولا الليل والنهار والشمس والقمر لم يدر أحد كيف يحسب شيئاً . وقال الضحاك : يجريان بقدر ، والحسبان يكون مصدر حسبت حساباً وحسباناً مثل الغفران والكفران ، والرجحان ، والنقصان ، وقد يكون الحساب كالشهبان والركبان . { وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ } ، النجم ما ليس له ساق من النبات ، والشجر ما له ساق يبقى في الشتاء ، وسجودهما سجود ظلهما كما قال : { يَتَفَيَّأُ ظِلَـٰلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّدًا للهِ } [ النحل : 48 ] قال مجاهد : النجم هو الكوكب وسجوده طلوعه . { وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا } ، فوق الأرض ، { وَوَضَعَ ٱلْمِيزَانَ } ، قال مجاهد : أراد بالميزان العدل . المعنى : أنه أمر بالعدل ، يدل عليه قوله تعالى . { أَلاَّ تَطْغَوْاْ فِى ٱلْمِيزَانِ } ، أي : لا تجاوزوا العدل . وقال الحسن وقتادة والضحاك : أراد به الذي يوزن به ليوصل به الإِنصاف والانتصاف ، وأصل الوزن التقدير " ألا تطغوا " يعني لئلا تميلوا وتظلموا وتجاوزوا الحق في الميزان . { وَأَقِيمُواْ ٱلْوَزْنَ بِٱلْقِسْطِ } ، بالعدل ، قال أبو الدرداء وعطاء : معناه أقيموا لسان الميزان بالعدل . قال ابن عيينة : الإِقامة باليد والقسط بالقلب ، { وَلاَ تُخْسِروا } ، ولا تنقصوا { ٱلْمِيزَانَ } ، ولا تطففوا في الكيل والوزن . { وَٱلأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ } ، للخلق الذين بثهم فيها . { فِيهَا فَـٰكِهَةٌ } ، يعني : أنواع الفواكه ، قال ابن كيسان : يعني : ما يتفكهون به من النعم التي لا تحصى ، { وَٱلنَّخْلُ ذَاتُ ٱلأَكْمَامِ } الأوعية التي يكون فيها الثمر لأن ثمر النخل يكون في غلافٍ ما لم ينشق ، واحدها كِمٌ ، وكل ما ستر شيئاً فهو كم وكمة ، ومنه كُمُّ القميص ، ويقال للقلنسوة كُمّةٌ ، قال الضحاك : " ذات الأكمام " أي ذات الغُلُف . وقال الحسن : أكمامها : ليفها . وقال ابن زيد : هو الطلع قبل أن ينشق .