Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 6-10)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } ، غباراً متفرقاً كالذي يرى في شعاع الشمس إذا دخل الكوة وهو الهباء . { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً } ، أصنافاً ، { ثلاثة } . ثم فسرها فقال : { فَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } ، هم الذين يؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنة ، وقال ابن عباس : هم الذين كانوا على يمين آدم حين أخرجت الذرية من صلبه ، وقال الله تعالى لهم : هؤلاء في الجنة ولا أبالي . وقال الضحاك : هم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم . وقال الحسن والربيع : هم الذين كانوا ميامين مباركين على أنفسهم ، وكانت أعمارهم في طاعة الله وهم التابعون بإحسان ، ثم عجَّب نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال : { مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ } ، وهذا كما يقال : زيد ما زيد ! يراد زيد شديد . { وَأَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلْمَشْـئَمَةِ } ، يعني أصحاب الشمال ، والعرب تسمي اليد اليسرى الشؤمى ، ومنه يسمى الشام واليمن ، لأن اليمن عن يمين الكعبة والشام عن شمالها ، وهم الذين يؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار . وقال ابن عباس : هم الذين كانوا على شمال آدم عند إخراج الذرية وقال الله لهم : هؤلاء في النار ولا أبالي . وقال الضحاك : هم الذين يؤتون كتبهم بشمالهم . وقال الحسن : هم المشائيم على أنفسهم وكانت أعمارهم في المعاصي . { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلسَّـٰبِقُونَ } ، قال ابن عباس : السابقون إلى الهجرة هم السابقون في الآخرة . وقال عكرمة : السابقون إلى الإسلام . قال ابن سيرين : هم الذين صلوا إلى القبلتين ، دليله قوله : { وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأَنصَـٰرِ } [ التوبة : 100 ] . قال الربيع بن أنس : السابقون إلى إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا هم السابقون إلى الجنة في العقبى . وقال مقاتل : إلى إجابة الأنبياء بالإيمان . وقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : إلى الصلوات الخمس . وقال الضحاك : إلى الجهاد . وقال سعيد بن جبير : هم المسارعون إلى التوبة وإلى أعمال البر . قال الله تعالى : { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ } [ الحديد : 21 ] ، { وسَارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } [ آل عمران : 133 ] . ثم أثنى عليهم فقال : { أُوْلَـٰئِكَ يُسَـٰرِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَٰتِ وَهُمْ لَهَا سَـٰبِقُونَ } ، قال ابن كيسان : والسابقون إلى كل ما دعا الله إليه . وروي عن كعب قال : هم أهل القرآن المتوجون يوم القيامة . وقيل : هم أولهم رواحاً إلى المسجد وأولهم خروجاً في سبيل الله . وقال القرظي : إلى كل خير .