Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 83-89)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { فَلَوْلاَ } ، فهلا ، { إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُوم } ، أي بلغت النفس الحلقوم عند الموت . { وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ } ، يريد وأنتم يا أهل الميت تنظرون إليه متى تخرج نفسه . وقيل : معنى قوله " تنظرون " أي إلى أمري وسلطاني لا يمكنكم الدفع ولا تملكون شيئاً . { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ } ، بالعلم والقدرة والرؤية . وقيل : ورسلنا الذين يقبضون روحه أقرب إليه منكم ، { وَلَـٰكِن لاَّ تُبْصِرُون } ، الذين حضروه . { فَلَوْلاَ } ، فهلا { إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِين } ، مملوكين ، وقال أكثرهم : محاسبين ومجزيين . { تَرْجِعُونَهَآ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، أي تردون نفس هذا الميت إلى جسده بعدما بلغت الحلقوم , فأجاب عن قوله : { فَلَوْلاَ إِذَا بَلَغَتِ ٱلْحُلْقُومَ } ، وعن قوله { فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ } بجواب واحد ، ومثله قوله عزّ وجلّ : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّى هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } [ البقرة : 38 ] أجيبا بجواب واحد ، معناه : إن كان الأمر كما تقولون - أنه لا بعث ولا حساب ولا إله يجازي - فهلا تردون نفس من يعز عليكم إذا بلغت الحلقوم ، وإذ لم يمكنكم ذلك فاعلموا أن الأمر إلى غيركم وهو الله عزّ وجلّ فآمنوا به . ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت وبين درجاتهم فقال : { فَأَمَّآ إِن كَانَ مِنَ المُقَرَّبِينَ } ، وهم السابقون , { فَرَوْحٌ } قرأ يعقوب { فَرُوحٌ } ، بضم الراء , والباقون بفتحها , فمن قرأ بالضم ، قال الحسن معناه : تخرج روحه في الريحان ، وقال قتادة : الروح الرحمة أي له الرحمة ، وقيل : معناه فحياة وبقاء لهم . ومن قرأ بالفتح , معناه : فله رَوْح وهو الراحة ، وهو قول مجاهد . وقال سعيد بن جبير : فرح . وقال الضحاك : مغفرة ورحمة . { وَرَيْحَانٌ } ، استراحة . وقال مجاهد وسعيد بن جبير : رزق . وقال مقاتل : هو الرزق بلسان حمير ، يقال : خرجت أطلب ريحان الله , أي رزق الله . وقال آخرون : هو الريحان الذي يُشَمُّ . قال أبو العالية : لا يفارق أحد من المقربين الدنيا حتى يُؤتى بغصن من ريحان الجنة فيشمه ثم تقبض روحه . { وَجَنَّةُ نَعِيمْ } ، قال أبو بكر الوراق : " الرَّوح " النجاة من النار , و " الريحان " دخول دار القرار .