Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 22-24)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } ، أي : العابدين والمعبودين ، يعني : يوم القيامة ، قرأ يعقوب { يحشرهم } هاهنا ، وفي سبأ بالياء ، ووافق حفص في سبأ ، وقرأ الآخرون بالنون . { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَآؤُكُمُ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ، أنها تشفع لكم عند ربكم . { ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ } ، قرأ حمزة والكسائي ويعقوب " يكن " بالياء لأن الفتنة بمعنى الافتتان ، فجاز تذكيره ، وقرأ الآخرون بالتاء لتأنيث الفتنة ، وقرأ ابن كثير وابن عامر حفص عن عاصم " فتنتهم " بالرفع جعلوه اسم كان ، وقرأ الآخرون بالنصب ، فجعلوا الاسم قوله " أن قالوا " وفتنتهم الخبر ، ومعنى قوله " فتنتهم " أي : قولهم وجوابهم ، وقال ابن عباس وقتادة : معذرتهم والفتنة التجربة ، فلما كان سؤالهم تجربة لإظهار ما في قلوبهم قيل له فتنة . قال الزجاج : في قوله : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } معنى لطيف ، وذلك مثل الرجل يفتتن بمحبوب ثم يصيبه فيه [ محنة ] فيتبرأ من محبوبه ، فيقال : لم تكن فتنته إلا هذا ، كذلك الكفار فُتنوا بمحبة الأصنام ولما رأوا العذاب تبرأوا منها ، يقول الله عزّ وجلّ : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ } ، في محبتهم للأصنام ، { إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } ، قرأ حمزة والكسائي { ربنا } بالنصب على النداء المضاف ، وقرأ الآخرون بالخفض على نعت والله ، وقيل : إنهم إذا رأوا يوم القيامة مغفرةَ الله تعالى وتجاوزوه عن أهل التوحيد ، قال بعضهم لبعض : تعالوا نكتُمُ الشرك لعلّنا ننجوا مع أهل التوحيد ، فيقولون : والله ربِّنا ما كنّا مشركين ، فيختم على أفواههم وتشهدُ عليهم جوارحُهم بالكفر . فقال عزّ وجلّ : { ٱنظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ } ، باعتذارهم الباطل وتبريهم عن الشرك ، { وَضَلَّ عَنْهُم } أي : زال وذهب عنهم { مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } ، من الأصنام ، وذلك أنهم كانوا يرجون شفاعتها ونصرتها ، فبطل كله في ذلك اليوم .