Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 39-43)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـآيَـٰتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ } ، لا يسمعون الخير ولا يتكلمون به ، { فِى ٱلظُّلُمَـٰتِ } ، في ضلالات الكفر ، { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ، وهو الإسلام . قوله تعالى : { قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ } ، هلْ رأيتم ؟ والكاف فيه للتأكيد ، قال الفَرَّاء : العرب تقول أرأيتَك ، وهم يريدون أخبرنا ، كما يقول : أرأيتَك إن فعلت كذا ماذا تفعل ؟ أي : أخبرني ، وقرأ أهل المدينة " أرايتكم ، وأرايتم ، وأرايت " ، بتليين الهمزة الثانية ، والكسائي بحذفها ، قال ابن عباس : قل يا محمد لهؤلاء المشركين أرأيتكم ، { إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ } ، قبل الموت ، { أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ } ، يعني : القيامة ، { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } ، في صرف العذاب عنكم ، { إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ } ، وأراد أن الكفار يدعون الله في أحوال الاضطرار كما أخبر عنهم : { وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } [ لقمان : 32 ] . ثم قال : { بَلْ إِيَّـٰهُ تَدْعُونَ } ، أي : تدعون الله ولا تدعون غيره ، { فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَآءَ } ، قيّد الإجابة بالمشيئة [ والأمور كلها بمشيئته ] ، { وَتَنسَوْنَ } ، وتتركون ، { مَا تُشْرِكُونَ } . { وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِٱلْبَأْسَآءِ } ، بالشدّة والجوع ، { وَٱلضَّرَّآءِ } ، المرض والزمانة ، { لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ } ، أي : يتوبون ويخضعون ، والتضرّعُ السؤال بالتذلّل . { فَلَوْلاۤ } ، فهلاّ ، { إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا } ، عذابُنَا ، { تَضَرَّعُواْ } ، فآمنوا فيكشف عنهم ، أخبر الله عزّ وجلّ أنه قد أرسل إلى قوم بلغوا من القسوة إلى أنهم أُخذوا بالشدة في أنفسهم وأموالهم فلم يخضعوا ولم يتضرّعوا ، فذلك قوله : { وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ } ، من الكفر والمعاصي .