Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 66-69)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَكذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ } أي : القرآن ، وقيل : بالعذاب ، { وَهُوَ ٱلْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ } ، برقيب ، وقيل : بمسلَّطٍ ألزمكم الإسلام شِئْتُمْ أو أبيتم ، إنّما أنا رسول . { لِّكُلِّ نَبَإٍ } ، خبر من أخبار القرون ، { مُّسْتَقَرٌّ } ، حقيقة ومنتهى ينتهي إليه فيتبيّن صدقه من كذبه وحقّه من باطله ، إما في الدنيا وإمّا في الآخرة ، { وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، وقال مقاتل : لكل خبر يخبره الله وقت [ وقّته ] ومكان يقع فيه من غير خلف ولا تأخير ، وقال الكلبي : [ لكلِّ ] قولٍ وفعلٍ حقيقة ، إمّا في الدنيا وإمّا في الآخرة وسوف تعلمون ما كان في الدنيا فستعرفونه ، وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم . قوله عزّ وجلّ : { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِىۤ ءَايَـٰتِنَا } ، يعني : في القرآن بالاستهزاء { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ، فاتركهم [ ولا تجالسهم ] ، { حَتَّىٰ يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ } ، قرأ ابن عامر بفتح النون وتشديد السين ، وقرأ الآخرون بسكون النون وتخفيف السين ، { ٱلشَّيْطَـٰنُ } نَهْيَنَا ، { فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ ٱلذِّكْرَىٰ مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } ، يعني : إذا جالست معهم ناسياً فقم من عندهم بعدما تذكّرت . { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَىْءٍ } ، رُوي عن ابن عباس أنه قال : لمّا نزلت هذه الآية : { وَإِذَا رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ يَخُوضُونَ فِىۤ ءَايَـٰتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } ، قال المسلمون : كيف نقعد في المسجد الحرام ونطوف بالبيت وهم يخوضون أبداً ؟ وفي رواية : قال المسلمون : فإنا نخاف الإثم حين نتركهم ولا ننهاهم ، فأنزل الله عزّ وجلّ : { وَمَا عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَّقُونَ } ، الخوض { مِنْ حِسَابِهِم } أي : من آثام الخائضين ، { مِّن شَىْءٍ وَلَـٰكِن ذِكْرَىٰ } ، أي : ذكروهم وعِظُوهم بالقرآن ، والذكر والذكرى واحد ، يريد ذكّروهم ذكري ، فتكون في محل النصب ، { لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } ، الخوض إذا وعظتموهم فرخّصَ في مجالستهم على الوعظ لعله يمنعهم ذلك من الخوض ، وقيل : لعلّهم يستحيون .