Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 61, Ayat: 6-14)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يٰبَنِى إِسْرَٰءِيلَ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِى ٱسْمُهُ أَحْمَدُ } ، والألف فيه للمبالغة في الحمد ، وله وجهان : أحدهما : أنه مبالغة من الفاعل ، أي الأنبياء كلهم حمادون لله عز وجل ، وهو أكثر حمداً لله من غيره , والثاني : أنه مبالغة في المفعول , أي الأنبياء كلهم محمودون لما فيهم من الخصال الحميدة وهو أكثرهم مبالغة وأجمع للفضائل والمحاسن التي يحمد بها . { فَلَمَّا جَاءَهُم بِٱلْبَيِّنَـٰتِ قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } . { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى ٱلإِسْلَـٰمِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ * يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأفْوَاهِهم وٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ ٱلكَافِرُون } . { هُوَ ٱلَّذِىۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ ولَوْ كَرِهَ ٱلمُشْرِكُون } . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلْ أَدُلُّكمْ عَلَىٰ تِجَـٰرَةٍ تُنجِيكُم } ، قرأ ابن عامر " تُنجِّيكم " بالتشديد , والآخرون بالتخفيف ، { مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } ، نزل هذا حين قالوا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله عزّ وجلّ لعملناه ، وجعل ذلك بمنزلة التجارة لأنهم يربحون فيها رضا الله ونيل جنته والنجاة من النار . ثم بين تلك التجارة فقال : { تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ وَمَسَـٰكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّـٰتِ عَدْنٍ ذَلِكَ ٱلفَوْزُ ٱلعَظِيمُ } . { وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا } ، أي : ولكم خصلة أخرى في العاجل مع ثواب الآخرة تحبونها , وتلك الخصلة : { نَصْرٌ مِّن ٱللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } ، قال الكلبي : هو النصر على قريش ، وفتح مكة . وقال عطاء : يريد فتح فارس والروم . { وَبَشِّرِ ٱلمُؤمِنين } ، يا محمد بالنصر في الدنيا والجنة في الآخرة ، ثم حضَّهم على نصرة الدين وجهاد المخالفين . فقال : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوۤاْ أَنصَـٰرَ ٱللَّهِ } ، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو : " أنصاراً " بالتنوين " لله " بلام الإضافة ، وقرأ الآخرون " أنصار الله " مضافاً لقوله : { نَحْنُ أَنصَـٰرُ ٱللَّهِ } . { كَمَا قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّين } ، أي انصروا دين الله مثل نصرة الحواريين لما قال لهم عيسى عليه السلام : { مَنْ أَنَّصَـٰرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } ، أي : من ينصرني مع الله ؟ { قَالَ ٱلْحَوَٰرِيُّونَ نَحْنُ أَنصَـٰرُ ٱللَّهِ فَـآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِيۤ إِسْرَٰءِيلَ وَكَفَرَت طَآئِفَةٌ } ، قال ابن عباس : يعني في زمن عيسى عليه السلام , وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق : فرقة قالوا : كان الله فارتفع ، وفرقة قالوا : كان ابن الله فرفعه الله إليه ، وفرقة قالوا : كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه وهم المؤمنون ، واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس ، فاقتتلوا فظهرت الفرقتان الكافرتان على المؤمنين ، حتى بعث الله محمداً فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة ، فذلك قوله تعالى : { فَأَيَّدْنَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِين } ، غالبين عالين . وروى مغيرة عن إبراهيم قال : فأصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم أن عيسى كلمة الله وروحه .