Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 9-10)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ } ، لا تشغلكم { أَمْوَٰلُكُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } قال المفسرون يعني الصلوات الخمس , نظيره قوله : { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَـٰرَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ النور : 37 ] { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ } أي من شغله ماله وولده عن ذكر الله { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَـٰسِرُون } . { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَـٰكُمْ } ، قال ابن عباس : يريد زكاة الأموال ، { مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلموتُ } ، فيسأل الرجعة ، { فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِي } ، هلا أخرتني أمهلتني ، وقيل : " لا " صلة , فيكون الكلام بمعنى التمني , أي : لو أخرتني ، { إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّق } ، فأتصدق وأزكي مالي ، { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِين } ، أي من المؤمنين . نظيره قوله تعالى : { وَمَنْ صَلَحَ مِنْ ءَابَائِهِمْ } [ الرعد : 23 ] [ غافر : 8 ] ، هذا قول مقاتل وجماعة ، وقالوا : نزلت الآية في المنافقين . وقيل : نزلت الآية في المؤمنين . والمراد بالصلاح هنا : الحج . وروى الضحاك , وعطية عن ابن عباس قال : ما من أحد يموت وكان له مال لم يؤدِّ زكاته وأطاق الحج فلم يحج إلا سأل الرجعة عند الموت . وقرأ هذه الآية . وقال : { وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّـٰلِحِين } قرأ أبو عمرو " وأكونَ " بالواو ونصب النون على جواب التمني وعلى لفظ فأصدق ، قال : إنما حذفت الواو من المصحف اختصاراً . وقرأ الآخرون : " وأكنْ " بالجزم عطفاً على قوله " فأصدَّق " لو لم يكن فيه الفاء , لأنه لو لم يكن فيه فاء كان جزماً . يعني : إن أخرتني أصدق وأكن ، ولأنه مكتوب في المصحف بحذف الواو .