Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 15-18)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } ، أي : جعل مجازاة النعم التي خولها من البنين والمال الكفر بآياتنا . وقيل : معناه أَلأِنْ كان ذا مال وبنين تطيعه . ومن قرأ على الخبر فمعناه : لا تطع كل حلاف مهين لأن كان ذا مال وبنين ، أي : لا تطعه لماله وبنيه ، { إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } . ثم أوعده فقال : { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } ، و " الخرطوم " : الأنف . قال أبو العالية ومجاهد : أي نسود وجهه , فنجعل له علماً في الآخرة يعرف به , وهو سواد الوجه . قال الفرَّاء : خص الخرطوم بالسمة وأنه في مذهب الوجه لأن بعض الشيء يعبر به عن كله . وقال ابن عباس : سنخطمه بالسيف ، وقد فعل ذلك يوم بدر . وقال قتادة : سنلحق به شيئاً لا يفارقه . قال القتيبي تقول العرب للرجل سب الرجل سبة قبيحة : قد وسّمه ميسم سوء ، يريد : ألصق به عاراً لا يفارقه ، كما أن السمة لا ينمحي ولا يعفو أثرها ، وقد ألحق الله بما ذكر من عيوبه عاراً لا يفارقه في الدنيا والآخرة ، كالوسم على الخرطوم . وقال الضحاك والكسائي : سنكويه على وجهه . { إِنَّا بَلَوْنَـٰهُمْ } ، يعني اختبرنا أهل مكة بالقحط والجوع ، { كَمَا بَلَوْنَآ } ، ابتلينا ، { أَصْحَـٰبَ ٱلجَنَّةِ } , روى محمد بن مروان , عن الكلبي , عن أبي صالح , عن ابن عباس : في قوله عزّ وجلّ : { إِنَّا بَلَوْنَـٰهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَـٰبَ ٱلجَنَّةِ } ، قال : كان بستان باليمن يقال له الضّروان , دون صنعاء بفرسخين , يطؤه أهل الطريق , كان غرسه قوم من أهل الصلاة , وكان لرجل فمات فورثه ثلاثة بنين له , وكان يكون للمساكين إذا صرموا نخلهم كل شيء تعداه المنجل فلم يجزه وإذا طرح من فوق النخل إلى البساط فكل شيء يسقط عن البساط فهو أيضاً للمساكين ، وإذا حصدوا زرعهم فكل شيء تعداه المنجل فهو للمساكين وإذا داسوه كان لهم كل شيء ينتثر أيضاً ، فلما مات الأب وورثه هؤلاء الإخوة عن أبيهم ، فقالوا : والله إن المال لقليل , وإن العيال لكثير ، وإنما كان هذا الأمر يُفعل إذ كان المال كثيراً والعيال قليلاً , فأما إذ قلَّ المال وكثر العيال فإنا لا نستطيع أن نفعل هذا ، فتحالفوا بينهم يوماً ليغدون غدوة قبل خروج الناس فليصرِمُنَّ نخلهم ولم يستثنوا ، يقول : لم يقولوا إن شاء الله ، فغدا القوم بسدفة من الليل إلى جنتهم ليصرموها قبل أن يخرج المساكين ، فرأوها مسودة , وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب فأحرقها , فأصبحت كالصريم , فذلك قوله عزّ وجلّ : { إِذْ أقْسَمُوا } ، حلفوا ، { لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } . ليَجُذُّنّها وليقطعن ثمرها إذا أصبحوا قبل أن يعلم المساكين ، { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } ، ولا يقولون إن شاء الله .