Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 1-1)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ نۤ } , اختلفوا فيه فقال ابن عباس : هو الحوت الذي على ظهره الأرض . وهو قول مجاهد ومقاتل , والسدي , والكلبي . وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ، ثم خلق النون فبسط الأرض على ظهره فتحرك النون فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال وإن الجبال لتفخر على الأرض ، ثم قرأ ابن عباس : { نۤ وَٱلْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } . واختلفوا في اسمه ، فقال الكلبي ومقاتل : اسمه يهموت . وقال الواقدي : ليوثا . وقال كعب : لوِيثا . وعن علي : اسمه بلهوث . وقالت الرواة : لما خلق الله الأرض وفتقها بعث من تحت العرش ملكاً فهبط إلى الأرض حتى دخل تحت الأرضين السبع فوضعها على عاتقه , إحدى يديه بالمشرق والأخرى بالمغرب , باسطتين قابضتين على الأرضين السبع ، حتى ضبطها فلم يكن لقدميه موضع قرار ، فأهبط الله عزّ وجلّ من الفردوس ثوراً له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة ، وجعل قرار قدمي الملك على سنامه ، فلم تستقر قدماه فأخذ ياقوتة خضراء من أعلى درجة في الفردوس غلظها مسيرة خمسمائة عام فوضعها بين سنام الثور إلى أذنه فاستقرت عليها قدماه ، وقرون ذلك الثور خارجة من أقطار الأرض ، ومنخراه في البحر فهو يتنفس كل يوم نفساً فإذا تنفس مدّ البحر وإذا رد نفسه جزر البحر فلم يكن لقوائم الثور موضع قرار ، فخلق الله تعالى صخرة كغلظ سبع سموات وسبع أرضين فاستقرت قوائم الثور عليها وهي الصخرة التي قال لقمان لابنه : { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ } [ لقمان : 16 ] ولم يكن للصخرة مستقر ، فخلق الله نوناً وهو الحوت العظيم ، فوضع الصخرة على ظهره وسائر جسده خال والحوت على البحر ، والبحر على متن الريح ، والريح على القدرة . يقال : فكل الدنيا كلها بما عليها حرفان قال لها الجبار : جل جلاله كوني فكانت . قال كعب الأحبار : إن إبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس إليه ، فقال له : أتدري ما على ظهرك يا لوِيثا من الأمم والدواب والشجر والجبال لو نفضتهم ألقيتهم عن ظهرك ، فهمّ لوِيثا أن يفعل ذلك فبعث الله دابة فدخلت منخره فوصلت إلى دماغه فعج الحوت إلى الله منها فأذن لها فخرجت . قال كعب : فوالذي نفسي بيده إنه لينظر إليها وتنظر إليه إن همَّ بشيء من ذلك عادت إلى ذلك كما كانت . وقال بعضهم : إن نون آخر حروف الرحمن ، وهي رواية عكرمة عن ابن عباس . وقال الحسن وقتادة والضحاك : النون الدواة . وقيل : هو قسم أقسم الله به . وقيل : فاتحة السورة . وقال عطاء : افتتاح اسمه نور وناصر . وقال محمد بن كعب : أقسم الله بنصرته المؤمنين . والقلم ، هو الذي كتب الله به الذكر ، وهو قلم من نور طوله ما بين السماء والأرض . ويقال : أول ما خلق الله القلم ونظر إليه فانشق بنصفين ، ثم قال : أجر بما هو كائن إلى يوم القيامة فجرى على اللوح المحفوظ بذلك . { وَمَا يَسطُرون } ، يكتبون أي ما تكتب الملائكة الحفظة من أعمال بني آدم .