Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 7-13)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ * فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِين } ، يعني مشركي مكة فإنهم كانوا يدعونه إلى دين آبائه فنهاه أن يطيعهم . { وَدُّوا لَو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } , قال : الضحاك لو تكفر فيكفرون . قال الكلبي : لو تلين لهم فيلينون لك . قال الحسن : لو تصانعهم في دينك فيصانعونك في دينهم . قال زيد بن أسلم : لو تنافق وترائي فينافقون ويراؤون . قال ابن قتيبة : أرادوا على أن تعبد آلهتهم مدة ويعبدون الله مدة . { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } ، كثير الحلف بالباطل . قال مقاتل : يعني الوليد بن المغيرة . وقيل : الأسود بن عبد يغوث : وقال عطاء : الأخنس بن شريق . { مَهين } ، ضعيف حقير . قيل : هو فعيل من المهانة وهي قلة الرأي والتمييز . وقال ابن عباس : كذاب ، وهو قريب من الأول , لأن الإنسان إنما يكذب لمهانة نفسه عليه . { هَمَّازٍ } ، مغتاب يأكل لحوم الناس بالطعن والغيبة . وقال الحسن : هو الذي يغمز بأخيه في المجلس ، كقوله " همزة " { مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } ، قتَّات يسعى بالنميمة بين الناس ليفسد بينهم . { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } ، بخيل بالمال . قال ابن عباس : " منَّاع للخير " أي للإسلام , يمنع ولده وعشيرته عن الإسلام ، يقول : لئن دخل واحد منكم في دين محمد لا أنفعه بشيء أبداً . { مُعْتدٍ } ، ظلوم يتعدى الحق ، { أثيم } ، فاجر . { عُتُلٍّ } ، العتل : الغليظ الجافي . وقال الحسن : هو الفاحش الخَلْق السيىء الخُلُق . قال الفرَّاء : هو الشديد الخصومة في الباطل . وقال الكلبي : هو الشديد في كفره ، وكل شديد عند العرب عُتُلٍّ ، وأصله من العتل وهو الدفع بالعنف . قال عبيد بن عمير : " العُتُلّ " الأكول الشروب القوي الشديد في كفره لا يزن في الميزان شعيرة ، يدفع الملك من أولئك سبعين ألفاً في النار دفعة واحدة , { بَعْدَ ذَلِكَ } ، أي مع ذلك يريد مع ما وصفناه به { زَنِيمٍ } ، وهو الدَّعِي الملصق بالقوم ، وليس منهم . قال عطاء عن ابن عباس : يريد مع هذا هو دَعيٌّ في قريش وليس منهم . قال مرة الهمداني : إنما ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة . وقيل : " الزنيم " الذي له زنمة كزنمة الشاة . وروي عكرمة عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : نُعِت فلم يعرف حتى قيل زنيم فعرف ، وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها . وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها . قال ابن قتيبة : لا نعلم أن الله وصف أحداً ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة ، فألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا والآخرة . أخبرنا عبد الواحد المليحي , أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان الواعظ , حدثني أبو محمد بن زنجويه بن محمد , حدثنا علي بن الحسن الهلالي , حدثنا عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان , حدثني معبد بن خالد القيسي , عن حارثة بن وهب الخزاعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أخبركم بأهل الجنة ؟ كلُّ ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار كل عُتُلّ جوَّاظ مستكبر " .