Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 152-154)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } ، أي : اتخذوه إلهاً { سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ } ، في الآخرة { وَذِلَّةٌ فِى ٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، قال أبو العالية : هو ما أمروا به من قتل أنفسهم . وقال عطية العوفي : " إن الذين اتخذوا العجل " ، أراد اليهودَ الذين كانوا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم عيّرهم بصنيع آبائهم فنسبه إليهم ، { سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِى ٱلْحَيوٰةِ ٱلدُّنْيَا } ، أراد ما أصاب بني قريظة والنضير من القتل والجلاء . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هو الجزية ، { وَكَذَٰلِكَ نَجْزِى ٱلْمُفْتَرِينَ } ، الكاذبين ، قال أبو قلابة : هو والله جزاء كل مفترٍ إلى يوم القيامة أن يذلّه الله . قال سفيان بن عيينة : هذا في كل مبتدع إلى يوم القيامة . قوله عزّ وجلّ : { وَٱلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِهَا وَءَامَنُوۤاْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } . قوله تبارك وتعالى : { وَلَمَّا سَكَتَ } أي : سكن ، { عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ أَخَذَ ٱلأَلْوَاحَ } ، التي كان ألقاها وقد ذهبت ستة أسباعها { وَفِى نُسْخَتِهَا } ، اختلفوا فيه ، قيل : أراد بها الألواح لأنها نسخت من اللوح المحفوظ . وقيل : إن موسى لمّا ألقى الألواح تكسرت فنسخ نسخة أخرى فهو المراد من قوله : { وَفِى نُسْخَتِهَا } . وقيل : أراد فيما نسخ منها . وقال عطاء : فيما بقي منها . وقال ابن عباس وعمر بن دينار : لما ألقى موسى الألواح فتكسّرت صام أربعين يوماً فردت عليه في لوحين فكان فيه ، { هُدًى وَرَحْمَةً } ، أي : هدى من الضلالة ورحمة من العذاب ، { لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } ، أي : للخائفين من ربهم ، واللام في { لِرَبِّهِمْ } زيادة للتوكيد ؛ كقوله : { رَدِفَ لَكُم } [ النمل : 72 ] ، وقال الكسائي : لما تقدمتْ قبل الفعل حَسُنَتْ ، كقوله : { لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ } [ يوسف : 43 ] ، وقال قطرب : أراد من ربهم يرهبون . وقيل : أراد راهبون . وقيل : أراد راهبون لربهم .