Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 23-26)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ } الهالكين { قَالَ ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } . { قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ } ، يعني : في الأرض تعيشون ، { وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } ، أي : من الأرض تخرجون من قبوركم للبعث ، قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي : { تُخْرَجُونَ } بفتح التاء هاهنا وفي الزخرف ، وافق يعقوب هاهنا وزاد حمزة والكسائي : " وكذلك تخرجون " في أول الروم ، والباقون بضم التاء وفتح الراء فيهن . { يَـٰبَنِىۤ آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ } ، أي : خَلْقَنَا لكم { لِبَاسًا } ، وقيل : إنّما قال : " أنزلْنا " لأنّ اللباس يكون من نبات الأرض ، والنبات يكون بما ينزل من السماء ، فمعنى قوله : { أَنزَلْنَا } أي : أنزلنا أسبابه . وقيل : كل بركات الأرض منسوبة إلى السماء ؛ كما قال تعالى : { وَأَنزْلْنَا ٱلْحَدِيدَ } [ الحديد : 25 ] ، وإنما يستخرج الحديد من الأرض . وسبب نزول هذه الآية : أنهم كانوا في الجاهلية يطوفون بالبيت عراة يقولون : لا نطوف في ثياب عصينا الله فيها ، فكان الرجال يطوفون بالنهار والنساء بالليل عراة . وقال قتادة : كانت المرأة تطوف وتضع يدها على فرجها وتقول : @ اليَوْمَ يَبْدُو بَعْضُهُ أوْ كُلُّهُ وَمَا بَدَا مِنْهُ فَلاَ أحِلُّهُ @@ فأمر الله سبحانه بالستر ، فقال : { قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَٰرِى سَوْءَٰتِكُمْ } ، يستر عوراتكم ، واحدتها سوأة ، سمّيت بها لأنه يسوء صاحبَها انكشافُها فلا تطوفوا عراةً ، { وَرِيشًا } ، يعني : مالاً في قول ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي ، يُقال : تريش الرجل إذا تموّل ، وقيل : الريش الجمال ، أي : ما يتجملون به من الثياب ، وقيل : هو اللباس . { وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ } ، قرأ أهل المدينة وابن عامر والكسائي : { ولباس } بنصب السين عطفاً على قوله : { لباساً } ، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء وخبره { خير } ، وجعلوا { ذلك } صلة في الكلام ، وكذلك قرأ ابن مسعود وأُبيّ بن كعب : { ولباسُ التقوى خير } . واختلفوا في { لباس التقوى } ، قال قتادة والسدي : لباس التقوى هو الإيمان . وقال الحسن : هو الحياء لأنه يبعث على التقوى . وقال عطية عن ابن عباس : هو العمل الصالح . وعن عثمان بن عفان أنه قال السَّمْتُ الحسن . وقال عروة بن الزبير : لباس التقوى خشية الله . وقال الكلبي : هو العفاف . والمعنى : لباس التقوى خير لصاحبه إذا أخذ به مما خُلق له من اللباس للتجمل . وقال ابن الأنباري : لباس التقوى هو اللباس الأول وإنما أعاده إخباراً أن ستر العورة خير من التعري في الطواف . قال زيد بن علي : لباس التقوى الآلات التي يُتقى بها في الحرب كالدرع والمغفر والساعد والساقين . وقيل : لباس التقوى هو الصوف والثياب الخشنة التي يلبسها أهل الورع . { ذَٰلِكَ مِنْ آيَـٰتِ ٱللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .