Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 82-85)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عزّ وجلّ : { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ } ، قال بعضهم لبعض ، { أَخْرِجُوهُم } ، يعني : لوطاً وأهل دينه ، { مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } ، يتنزهون عن أدبار الرجال . { فَأَنجَيْنَـٰهُ } ، يعني : لوطاً ، { وَأَهْلَهُ } المؤمنين ، وقيل : أهله ابنتاه ، { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } ، يعني : الباقين في العذاب . وقيل : معناه كانت من الباقين المُعَمَّرين ، قد أتى عليها دهر طويل فهلكتْ مع من هلك من قوم لوط ، وإنما قال : " من الغابرين " ، لأنه أراد ممن بقي من الرجال فلما ضمَّ ذِكْرَها إلى ذِكْرِ الرجال قال : " من الغابرين " . { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَّطَرًا } ، يعني : حجارة من سجيل ، قال وهب : الكبريت والنار ، { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَـٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ } ، قال أبو عبيدة : يقال في العذاب أمطر ، وفي الرحمة : مطر . قوله تعالى : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا } ، أي : وأرسلنا إلى ولد مدين - وهو مدين بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام - وهم أصحاب الأيكة أخاهم شعيباً في النسب لا في الدين . قال عطاء : هو شعيب بن توبة بن مدين بن إبراهيم . وقال ابن إسحاق : هو شعيب بن ميكائيل بن يسخر بن مدين بن إبراهيم ، وأم ميكائيل بنت لوط . وقيل : هو شعيب بن يثرون بن مدين وكان شعيب أعمى وكان يقال له خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه ، وكان قومه أهل كفر وبخس للمكيال والميزان . { قَالَ يَـٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ } ، فإن قيل : ما معنى قوله تعالى : " قد جاءتكم بينة من ربكم " ، ولم تكن لهم آية ؟ قيل : قد كانت لهم آية إلاّ أنها لم تذكر ، وليست كل الآيات مذكورة في القرآن . وقيل : أراد بالبينة مجيء شعيب . { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ } ، أتموا الكيل ، { وَٱلْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ } ، لا تظلموا الناس حقوقهم ولا تنقصوها إياها ، { وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَـٰحِهَا } ، أي : ببعث الرسل والأمر بالعدل ، وكل نبي بعث إلى قوم فهو صلاحهم ، { ذَلِكُم } الذي ذكرت لكم وأمرتكم به ، { خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } ، مصدّقين بما أقول .