Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 75, Ayat: 29-35)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ } ، قال قتادة : الشدة بالشدة . وقال عطاء : شدة الموت بشدة الآخرة ، قال سعيد بن جبير : تتابعت عليه الشدائد ، وقال السدي : لا يخرج من كرب إلا جاءه أشد منه . قال ابن عباس : أمر الدنيا بأمر الآخرة , فكان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة . وقال مجاهد : اجتمع فيه الحياة والموت . وقال الضحاك : الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه . وقال الحسن : هما ساقاه إذا التفَّتَا في الكفن . وقال الشعبي : هما ساقاه عند الموت . { إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } ، أي مرجع العباد يومئذ إلى الله يساقون إليه . { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } ، يعني : أبا جهل , لم يصدِّق بالقرآن ولا صلى لله . { وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } عن الإيمان . { ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أهْلِهِ } ، رجع إليهم ، { يَتَمَطَّى } ، يتبختر ويختال في مشيته , وقيل : أصله : " يتمطط " أي : يتمدد , والمَطُّ هو المَدّ . { أوْلَى لكَ فَأوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى } ، هذا وعيد على وعيد من الله عزّ وجلّ لأبي جهل ، وهي كلمة موضوعة للتهديد والوعيد . وقال بعض العلماء : معناه إنك أجدر بهذا العذاب وأحق وأولى به ، تقال للرجل يصيبه مكروه يستوجبه . وقيل : هي كلمة تقولها العرب لمن قاربه المكروه وأصلها من الولاء من المولى وهو القرب , قال الله تعالى : { قَاتِلُواْ ٱلَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِّنَ ٱلْكُفَّارِ } [ التوبة : 123 ] . وقال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية أخذ بمجامع ثوب أبي جهل بالبطحاء وقال له : { أوْلَى لكَ فَأوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى } ، فقال أبو جهل : أتوعدني يا محمد ؟ والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً , وإني لأعزّ من مشى بين جبليها ! فلما كان يوم بدر صرعه الله شرَّ مصرع ، وقتله أسوأ قتلة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل " .