Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 1-2)
Tafsir: Maʿālim at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هل أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَـٰنِ } ، يعني آدم عليه السلام ، { حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ } ، أربعون سنة ملقىً من طين بين مكة والطائف قبل أن ينفخ فيه الروح ، { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } ، لا يذكر ولا يعرف ولا يدري ما اسمه ولا ما يراد به ، يريد : كان شيئاً ولم يكن مذكوراً ، وذلك من حين خلقه من طين إلى أن ينفخ فيه الروح . روي أن عمر سمع رجلاً يقرأ هذه الآية : { لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً } فقال عمر : ليتها تمت , يريد : ليته بقي على ما كان ، قال ابن عباس : ثم خلقه بعد عشرين ومائة سنة . { إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ } ، يعني ولد آدم ، { مِن نُّطْفَةٍ } ، يعني : مَنْي الرجل ومني المرأة . { أَمْشَاجٍ } : أخلاط , واحدها : مَشْجٌ وَمَشِيْجٌ ، مثل خدن وخدين . قال ابن عباس , والحسن , ومجاهد , والربيع : يعني ماء الرجل وماء المرأة يختلطان في الرحم فيكون منهما الولد ، فماء الرجل أبيض غليظ وماء المرأة أصفر رقيق ، فأيهما علا صاحبه كان الشبه له , وما كان من عصب وعظم فهو من نطفة الرجل ، وما كان من لحم ودم وشعر فمن ماء المرأة . وقال الضحاك : أراد بالأمشاج اختلاف ألوان النطفة , فنطفة الرجل بيضاء وحمراء وصفراء ، ونطفة المرأة خضراء وحمراء وصفراء ، وهي رواية الوالبي عن ابن عباس . وكذلك قال الكلبي : قال : الأمشاج البياض في الحمرة والصفرة . وقال يمان : كل لونين اختلطا فهو أمشاج . وقال ابن مسعود : هي العروق التي تكون في النطفة . وقال الحسن : نطفة مشجت بدم , وهو دم الحيضة , فإذا حبلت ارتفع الحيض . وقال قتادة : هي أطوار الخلق نطفة ، ثم علقة , ثم مضغة ، ثم عظماً ثم يكسوه لحماً ثم ينشئه خلقاً آخر . { نَّبْتَلِيهِ } نختبره بالأمر والنهي ، { فَجَعَلْنَـٰهُ سَمِيعاً بَصِيراً } قال بعض أهل العربية : فيه تقديم وتأخير ، مجازه : فجعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه ، لأن الابتلاء لا يقع إلا بعد تمام الخلقة .