Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 21-44)

Tafsir: Maʿālim at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَكَذَّبَ } ، بأنهما من الله ، { وَعَصَىٰ } . { ثُمَّ أَدْبَرَ } ، تولى وأعرض عن الإيمان { يَسْعَىٰ } ، يعمل بالفساد في الأرض . { فَحَشَرَ } ، فجمع قومه وجنوده ، { فَنَادَىٰ } ، لما اجتمعوا . { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ، فلا رب فوقي . وقيل : أراد أن الأصنام أرباب وأنا ربكم وربها . { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلأَخِرَةِ وَٱلأُولَىٰ } ، قال الحسن وقتادة : عاقبه الله فجعله نكال الآخرة والأولى ، أي في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار . وقال مجاهد وجماعة من المفسرين : أراد بالآخرة والأولى كلمتي فرعون قوله : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] وقوله : { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ، وكان بينهما أربعون سنة . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } ، الذي فعل بفرعون حين كذب وعصى ، { لَعِبْرَةً } ، لعظة ، { لِّمَن يَخْشَىٰ } ، الله عزّ وجلّ . ثم خاطب منكري البعث فقال : { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ } ، يعني : أخَلْقكُم بعد الموت أشدُّ عندكم وفي تقديركم أمِ السماءُ ؟ وهما في قدرة الله واحد ، كقوله : { لَخَلْقُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ أَكْـبَرُ مِنْ خَلْقِ ٱلنَّاسِ } [ غافر : 57 ] , ثم وصف من خلق السماء فقال : { بَنَـٰهَا } . { رَفَعَ سَمْكَهَا } , سقفها { فَسَوَّٰهَا } ، بلا شطور ولا شقوق ولا فطور . { وَأَغْطَشَ } أظلم ، { لَيْلَهَا } ، والغطش والغبش الظلمة ، { وَأَخْرَجَ ضُحَـٰهَا } ، أبرز وأظهر نهارها ونورها ، وأضافهما إلى السماء لأن الظلمة والنور كلاهما ينزل من السماء . { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ } ، بعد خلق السماء ، { دَحَـٰهَا } ، بسطها ، والدَّحْو : البسط . قال ابن عباس : خلق الله الأرض بأقواتها من غير أن يدحوها قبل السماء , ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات ، ثم دحا الأرض بعد ذلك . وقيل : معناه : والأرض مع ذلك دحاها ، كقوله عزّ وجلّ : { عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } [ القلم : 13 ] أي مع ذلك . { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَـٰهَا * وَٱلْجِبَالَ أَرْسَـٰهَا * مَتَـٰعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَـٰمِكُمْ * فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } , يعني النفخة الثانية التي فيها البعث وقامت القيامة ، وسميت القيامة : " طامة " لأنها تطم على كل هائلة من الأمور , فتعلو فوقها وتغمر ما سواها , و " الطامة " عند العرب : الداهية التي لا تُستطاع . { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ } ، ما عمل في الدنيا من خير وشر . { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } ، قال مقاتل يكشف عنها الغطاء فينظر إليها الخلق . { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } ، في كفره . { وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } ، على الآخرة . { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } , عن المحارم التي تشتهيها ، قال مقاتل : هو الرجل يهمّ بالمعصية فيذكر مقامه للحساب فيتركها . { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ * يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَـٰهَا } ، متى ظهورها وثبوتها . { فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَٰهَا } ، لست في شيء من علمها وذكرها ، أي لا تعلمها . { إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَـٰهَا } ، أي منتهى علمها عند الله .